جو ريشامن المعروف أن الفوز بجوائز الأوسكار المخصّصة للإبداعات الفنية على الشاشة الذهبية الهوليوودية من أسمى الجوائز وأرقاها في عالم الفن السابع. لكن أن يبرع سياسي في التمثيل على الناس لا أمامهم واحتراف الظهور على غير حقيقته لدرجة منافسة أشهر الممثلين العالميين وأبرعهم والتفوّق عليهم، فشيء آخر يستحق الوقوف عنده! كما أن دخول كتاب «غينيس» للأرقام القياسية إن أصبح من إنجازات رجالات السياسة وشيمهم فأيضاً وأيضاً... كلام آخر عن هذا الموضوع!
فإن سُمح للسياسيين اللبنانيين يوماً بالمشاركة في منافسات الأوسكار والأرقام القياسية لحققوا إنجازات تاريخية وأرقاماً غير قابلة للتحطيم. وهنا ستنشطر البلاد ما بين المعارضة والموالاة، وسيكون الانقسام عظيماً، ومن باب المحافظة على السلم الأهلي والتعايش والوحدة الوطنية، فعلى المعارضة الانسحاب من هاتين المسابقتين لتحافظ على ماء وجهها والهروب إلى الأمام من شر هزيمة لأركانها أمام «ثوار الأرز» الذين سيحصدون الجوائز بالجملة والمفرّق، حيث إن قادة 14 آذار سيصولون ويجولون في هذا الميدان الذي لطالما برعوا فيه.
ففي مضمار جوائز الأوسكار المخصّصة للمواهب الفتية، لا أحد قادر على منافسة قيادات 14 آذار الشابة، وخاصة في شق الأفلام الكرتونية منها، وهكذا سيكون بإمكان الشاب الشمالي «الغراندايزري الطلّة» أن يركن جائزته إلى جانب تلك التي أحرزتها والدته من فئة أفضل ممثل ثانوية. أما فئة أفضل ممثل تشويق وإثارة أي «الأكشن» فستكون «أكيد أكيد أكيد» من حصة الشمال أيضاً، ففاتح «بي بيها» لطريق المطار وطارد الرئيس السابق من قصره قبل نهاية ولايته ورافض الذهاب إلى الدوحة وتأليف حكومة الوحدة الوطنية إلى ما هنالك من عنتريات صبيانية ليس آخرها التبجح أمام فرعون مصر المعاصر بالقضاء على غريمه البرتقالي عسكرياً خلال ساعات هو الأحق بهذه الجائزة. أما قضاء جبيل فستكون حصته جائزتين، الأولى ساحلاً عن أفضل فيلم مدبلج من اللغة البرازيلية إلى اللغة العربية الركيكة، أما جرداً فمَن أجدر من طبيبها السعيد والأمين العام للنجوم الآذارية للفوز عن فئة أفضل مخرج للأفلام الرديئة، تاركاً لصديقه النائب السابق عن فتوح كسروان جائزة أفضل فيلم صامت. أما المتن فسينال عنيده جائزة أفضل فيلم تاريخي يلعب دور البطولة فيه الجد والأبناء والأحفاد، فارضين سيطرة العائلة وإن كان على حساب الله والوطن. أما في شق أفلام الرعب الدموية فوريث البكاواتية سيحافظ على عرشه السرمدي على الرغم من المنافسة الشديدة من بطل الأكشن وحليفه اللدود، كما أن رجل البيك «الحي الشهيد» لن يتخلى بسهولة عن جائزة أفضل كاتب سيناريو وحوار قلّما يوصل أبطال رواياته إلى نهايات سعيدة. أما جار البيك فإلى جانب لقبه رئيساً بلدية مستقيلاً فسيكتفي بجائزة أفضل المؤثرات الصوتية والخدع البصرية التي يحاول من خلالها مضاعفة أعداد محازبيه على ندرتهم. أما لنجاح كل هذه البوتقة من النجوم فلا بد من مدير مسرح يسوسهم ويقودهم، ومَن غير الشيخ الفتيّ قادر على ذلك وعلى الفوز بجائزة أفضل منتج لبذله الغالي والرخيص من أجل إنجاح فرقته الفولكلورية الفنية.
أما من ناحية الأرقام القياسية فكتاب غينيس سيزدان بأرقام الآذاريين، ابتداءً بأكبر عدد من الزيارات إلى الوصيّ القديم من 13 زيارة للرئيس «الأعلى» إلى أضعاف هذا الرقم لباقي «الثوار»، ورقم قياسي من ناحية أكبر هدية ممثلة بمفتاح عاصمة «زي ما هيي»، أي بأمّها وأبيها، وجائزة أطول كذبة ومدتها 25 عاماً أطلقها البيك كذبة بيضاء تجاه المحتل، وأكبر أعمال النهب والسلب والإفساد وهدر أرزاق الناس وثروات الوطن، وأرخص الاستثمارات للدماء والشهداء، وأكبر عملية طمس للحقائق وتزوير التاريخ، وأكبر وأهم أعمال التبني وسرق التسميات واستبدالها، فيصير المجرم قديساً، والعميل وطنياً، والمرتمي في أحضان المحتل سيادياً.