نيفين حمادة الرجل لا يهتم بالتعرف بعمق إلى شخصية المرأة، ولا يحب مشاركة حبيبته بالأمور التي تهمها، هذا الاتهام تردده معظم النساء، وقد خصصت مجلة «psychologies» الفرنسية ملفاً لدراسته.
تقول أميلي توليب (22 عاماً) إنها تعاني منذ سنوات مشكلة حقيقية تلخصها كالآتي «الرجال مملون، لا يهتمون أبداً لقدراتي ومؤهلاتي ومن أكون بالفعل، أقرأ الكثير من الكتب وأقوم بدراسات كثيرة ولامعة، وأهتم بمجالات عديدة، وأمتلك الكثير من المعرفة والأصدقاء» لكن ما يخيب أميلي أن الآخر أو الحبيب لا يهتم لهذه الأمور، وتقول «الرجل لا يكلّف نفسه عناء البحث في عالمي الخاص ولا يدخل في لعبتي اليومية، الرجال لا يهتمون بمشاركتي شغفي أو محادثاتي التي تكون خارج إطار الحب والعلاقات الرومنسية». وتؤكد أميلي التي عاشت علاقات عاطفية عدة، أن «كل علاقة مملة ومزعجة وعديمة الفائدة».
يقول الدكتور كريستوف أندريه الاختصاصي والمعالج النفسي، إن المشكلة التي تعانينها أميلي ليست حالة فردية، كثيرات هن النساء اللواتي يعانين المشكلة نفسها، ويطرحن سؤالاً واحداً في محاولة لتفسير الأمر «هل الرجال دائماً مخيّبون للآمال؟ أم النساء دائماً ما تخيب آمالهنّ؟»، ويجيب أندريه عن هذا السؤال بأن الإجابتين صحيحتان أو أن المشكلة ناجمة عن هذين الأمرين. يؤكد أندريه أن هناك مشكلة عدم نضوج للشباب في مجتمعاتنا العصرية، وخاصة إذا ما قورن بنضوج الفتيات من العمر نفسه، «يلزم شباب اليوم الكثير من الوقت ليصبحوا ناضجين»، ويضيف أن الشاب الناضج لا يخاف من الارتباط أو المسؤولية، وإن كانت مسؤولية «عابرة»، لكن الفتيات في المقابل مستعدات للارتباط دائماً، ولا يخفن منه في أي وقت.
في المقابل، يلفت أندريه إلى أن النساء أيضاً تغيرن، اختلفت طلباتهن وتضاعفت حاجاتهن، فهن يتوقعن الأفضل دائماً، وينتظرن من علاقتهن العاطفية أن تؤمن لهن الكثير من الإحساسات والحاجات والتنمية الفكرية والثقافية، والرغبات والإشباعات الجنسية، وتقاسم الأنشطة المتعددة وغيرها من المتطلبات الكثيرة، وهنا يتوقف أندريه ليلفت إلى أن تحقيق آمال النساء صعب «ودونه عقبات كثيرة، فمطالبهن أقرب إلى السلوكيات المثالية».
مسألة التقارب بين الرجل والمرأة تحتاج إذاً إلى الكثير من الجهد والوقت والتحلي بالصبر.
ويشدد المعالج النفسي على أن «تفادي خيبات الأمل حصل من خلال السعي إلى الأفضل لا أن نطلب المستحيل، وعلينا أن نتقبل أن نمارس مواهبنا واهتماماتنا، ليس فقط مع الشريك الذي يمكن ألا يحبذ هذه النشاطات، رغم أنه يحاول إرضاءنا بفعلها، ولكن يمكننا ممارسة هذه الهوايات مع آخرين، وذلك بالاختلاط مع الأصدقاء».


تغييرات ضرورية

تعديل طريقة التفكير وأسلوب الحياة أمر ضروري من وقت لآخر، على المرء أن يعي أن الشريك الذي لا يشببه ليس شخصاً مملاً، كما أنه لا يجوز اعتباره غير ذي فائدة. وفي هذا الإطار يشدد أندريه على أهمية الحوار المستمر بين حبيبين


حل وسط

البحث عن حل وسط أو اتفاق تهدئة أمر ضروري، ما ننتظره من الحياة لا يتطابق دائماً مع ما يقدمه لنا القدر. وفي إطار هذه القناعة يمكن للمرأة أن تقيّم علاقتها بشريك العمر، فهو لن يكون نسخة طبق الأصل عن «فارس الأحلام»