الفيلم: «لا تبكي يا حبيب العمر» (مصر ـــ 1979)إخراج: أحمد يحيى
بطولة: فريد شوقي، نور الشريف
الأب طبيب جراح، يتمتع بشهرة واسعة ناتجة من تفوقه في عمله ومناقبيته، وابنه الطالب الجامعي الذي يحلم بمرحلة ما بعد التخرج، حين سيتمكن من الزواج من حبيبته. يصنف هذا الفيلم من أكثر الأعمال جماهيرية في السينما المصرية، فيه كل ما يعجب الجمهور، قصة حب، وعائلة مرفهة، وأب يفقد ابنه، ويبكيه طويلاً. لنتوقف قليلاً عند وفاة الابن. الشاب المفعم بالحيوية مريض دون أن يدري، يكتشف والده الورم في دماغه، فيضطر إلى إخضاعه لعملية جراحية يكون هو منفذها، يحمل الأب المبضع، يشق رأس ولده لينقذ حياته، لكن الابن يموت.
في السينما العالمية، نشهد أفلاماً عن آباء وأمهات فقدوا أولادهم، لكن هذا الفقدان يدفعهم إلى البحث عن تاريخهم الشخصي، أو عما يعوّض هذا الفقدان، يحاولون استعادة صورة الابن. في الفيلم العربي ينهار الأب، موت الابن هو موته الشخصي، موت «معنوي»، تنتهي حياته السابقة، سيتحول إلى إنسان آخر مختلف عن الإنسان الأول، ضائع يغرق في الشراب، مستهتر.
بهذا المعنى يلخص الفيلم أحد الوجوه العربية للعلاقة بين الأب وابنه، الأخير هو امتداد للأول فقط.