حلا ماضييطبع بعض الأهل والأقرباء قبلة على فم الطفل، لكنهم لا يعلمون أن تلك القبلة قد تسبب الأمراض، وأحياناً الموت. هذا ما أكده طبيب الأطفال، ربيع سبيتي، الذي يشير إلى أن القبلة التي تُطبع على فم الطفل الصغير، وخاصة عندما يكون في الأشهر الثلاثة الأولى من عمره، كفيلة بأن تنقل إليه الأمراض التي يعانيها طابعو القبل. فمناعة الطفل ضعيفة أو معدومة، وتلقّيه القبلات من بالغين يسبب له التهاباً فطرياً في اللسان، ويتمركز بين اللثة وينتشر في جميع أنحاء فم الطفل، وتنتقل إليه أيضاً مجموعة ميكروبات «عنقودية» موجودة في فم الإنسان طبيعياً. فمن خلال القبلة، تنتقل للطفل ولمناعته الضعيفة أمراض ينتج منها التهاب في الحلق والفم، وتؤدي إلى التهاب اللوزتين، وتمتد مضاعفاتها حتى البلوغ. ويضيف سبيتي: «هناك أيضاً أمراض فيروسية، مثل الزكام والرشح، تصيب الخلايا المبطّنة لخلايا المخ، وينتج منها ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وقد تؤدي إلى تشنجات عند الطفل مسببة له حالة التهاب الحمّى الشوكية، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة».
هذه القبل تؤدي أيضاً إلى انتقال بعض الميكروبات والفيروسات من الإنسان البالغ إلى الغدد اللعابية للطفل، ما ينتج منها التهاب في غدد الصغير اللعابية. ومساوئ القبلة في فم الطفل لا تنتهي، فهناك الفيروسات الكبدية، ومنها الفيروس A، وهو ينتقل إلى الطفل من طريق القبلة إذا كان الشخص الذي قبّله حاملاً لذلك الفيروس.
ويفضّل سبيتي تقبيل الطفل على يديه وجبهته، فالميكروب إذا انتقل إلى هذه الأعضاء لا يقتل الصغير.