عاشت منطقة الصحراء ـــــ الشويفات لحظات عصيبة قبل يومين، فقد اهتزّت أحياؤها على وقع مقتل شاب في منتصف العشرينيات. حدث ذلك في أحد محال الإنترنت في المنطقة، حيث كان يجلس الشاب محمد مشيك (24 عاماً)، وهو يلهو مع أصدقائه في لعب كرة القدم على الحواسيب. كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءً، وكانت أصوات بعض المفرقعات تخرق الهدوء من حين إلى آخر. في تلك الأثناء، دخل بعض الشبّان إلى المحل، من دون أي سابق إنذار، وهم من عائلات مختلفة، وطعن أحدهم محمداً بحربة تعرف شعبياً بالـ«السنغة». مشى محمد باتجاه مجمّع زين العابدين، «ولم يحاول أحد إنقاذه، رغم أن السهم كان عالقاً في جسده»، على ذمة أقرباء له. وبعد مشيه حوالى دقيقتين، سقط محمد على الأرض مضرّجاً بدمائه، وتوفي على الفور. حضرت القوى الأمنية وفتحت تحقيقاً في الحادثة، ونقلت الجثة إلى مستشفى السان تيريز في الحدث.وفي تفاصيل الحادثة، فإن الشاب كان عائداً من عمله (في الأشرفية) قبل أكثر من أسبوع، فوجد عراكاً بين بعض الشبّان. «لم يكن تدخّله حاداً في الخلاف»، يؤكد قريب له، ويردف أن محمد حاول حلّ العراك فقط. ويروي شهود عيان أن الشاب كان بين المتخاصمين، الذين سرعان ما هدأت الأمور بينهم «بعد تدخّل جهات حزبية نافذة في المنطقة». لكن الإشكال لم يتوقف عند هذا الحد. فأثناء وقوف الضحية أمام أحد الأفران، تعّرض له أحد الشبّان بحجر على وجهه، فأصيب إصابة بالغة استدعت نقله إلى المستشفى على الفور. وبعد عودته من المستشفى بأيام قليلة، وقعت الحادثة في محل الإنترنت.
ويتهم أقارب الضحية أحد شبّان المنطقة واسمه ن. و. بالحادثة، وهو قاصر (مواليد 1991)، رافضين أي صبغة عائلية للإشكال. إضافة إلى ذلك، أشاد سكان المنطقة بأقرباء الضحية، وخصوصاً بابن عمه وهو (مسؤول في أحد الأحزاب النافذة)، لمحاولاته الحثيثة إيقاف أي محاولة ثأر. وفي هذا الإطار، استطلعت «الأخبار» آراء أقرباء الضحية، فاشتكوا من فرار المشتبه فيه، وعدم إلقاء القبض عليه من قبل القوى الأمنية.
وكانت شائعات قد سرت طوال اليومين الماضيين، متحدثة عن خطف ذوي القتيل لشابين من عائلة المشتبه فيه، إلا أن ذلك بقي في إطار الشائعات، فيما يؤكد أفراد من عائلة مشيك إصرارهم على إبقاء الحل في عهدة القوى الأمنية الرسمية والقضاء.
(الأخبار)