بنت جبيل ـ داني الأمينيعود أبناء القرى في قضاء بنت جبيل إلى حقولهم بقوّة هذا العام. فبعد انشغالهم بآثار حرب تمّوز وإعادة إعمار بيوتهم المدمّرة خلال السنتين الماضيتين، يتهافت الأهالي والمزارعون في بلدات القضاء، مع بداية موسم الزراعة، على شراء النصوب وزراعتها للتعويض عمّا خسروه من حقولٍ وبساتين احترقت بسبب القصف وانقطاع مياه الريّ عنها. ولم يمنع ارتفاع أسعار تلك النصوب، وخصوصاً نصوب الأشجار المثمرة، المزارعين من تنويع الأشجار في حقولهم، حتّى إنّ البعض منهم امتهن بيع النصوب، وخصوصاً أنّها باتت تحقّق أرباحاً لا بأس بها. وقاصد بلدات القضاء، يمكنه ملاحظة مشاتل النصوب التي توزّعت في غالبيّتها، ولا سيّما في كونين والطيري وعيترون وبليدا والسلطانية.
في بلدة كونين، لا يخفي تجّار الشتول فرحهم بالموسم، فيبدي التاجر حسين موسى شبلي، ابن الخامسة والثمانين عاماً تفاؤله بموسم هذا العام. ويقول موسى: «رغم أنني أعمل في هذه التجارة منذ 50 عاماً، إلا أنّ هذا العام يختلف عن السنوات الماضيّة، وخصوصاً السنتين الأخيرتين، فالجميع يريد اليوم زراعة حقوله، ولا سيما أشجار الزيتون، رغم أن سعر شجرة الزيتون المتوسطة الحجم وصل إلى 18 ألف ليرة لبنانية». يحصي موسى مبيعاته هذا العام، فيفرح بها و«خصوصاً أنّني بعت أكثر من 2000 شتلة من مختلف أنواع الأشجار». ولا يقتصر التهافت على زراعة الأشجار على الأهالي والمزارعين، فالمجالس البلدية تقوم منذ بداية الموسم بتشجير الحقول وجوانب الطرقات العامّة. وفي هذا الإطار، عمد المجلس البلدي في بلدة شقرا إلى تشجير جوانب الطرقات العامة، وزرعت بلدية عيترون حوالى 4000 شجرة كينا في مشاعات البلدة، وأنشأت مشتلاً لأشجار الزيتون تمهيداً لتوزيعها على مزارعي البلدة. كذلك تقوم البلدية، بالتعاون مع بلديّة طهران بإنشاء حديقة عامة تتخطّى مساحتها 70 ألف متر مربع في «جبل البط» الذي شهد «أقسى المعارك في حرب تمّوز»، كما يلفت نائب رئيس البلديّة نجيب قوصان. ويشير قوصان إلى أن «بلدية طهران بدأت بجرف المكان وستبدأ بتشجيره في الأيام المقبلة، بعد تأمين خزان مياه كبير»، علماً بأن المشروع لا يستهدف فقط عيترون، إذ تعمد بلديّة طهران إلى إنشاء حدائق عامّة على طول الحدود مع فلسطين المحتلّة. لكن، ثمّة ما يواجه بعض البلدات الجنوبيّة في حملات التشجير التي تقوم بها، ومنها عيترون، التي ما تزال بعض حقولها «ملغومة» بالقنابل العنقودية، ما يعوق حملة التشجير فيها، بانتظار إزالة القنابل.