لا تزال الصورة ضبابية بشأن ما ستؤول إليه انتخابات الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، الأحد المقبل. لكن هل سيؤثر وقف تحرّك هيئة التنسيق على التوافق داخل الرابطة؟
فاتن الحاج
لم تتوقف بعد مساعي أساتذة التعليم الثانوي الرسمي للخروج بلائحة ائتلافية تجنّب رابطتهم معركة كسر عظم، إذ لا يزال كل فريق يجس نبض الفريق الآخر، ويثبت حسن نواياه «التوافقية». وفيما تتكثف الاتصالات واللقاءات الثنائية والثلاثية لبلورة التوجه الانتخابي، يبدو مستبعداً ألا يمر ما حصل أول من أمس داخل هيئة التنسيق من محاولات لتعليق التحرك النقابي مرور الكرام، من دون أن يرخي بظلاله على الاستحقاق.
فالنقابيون المستقلون الذين يمثلون كتلة لا يستهان بها، يميلون إلى التوافق، ولكن ليس على حساب البرنامج المطلبي، إذ يشير أمين سر الرابطة، النقابي فؤاد عبد الساتر، إلى أنّ المطلوب هو الاتفاق على العناوين النقابية العريضة قبل الحديث عن حجم تمثيل الأطراف السياسية، وخصوصاً «أننا لم نخرج بعد من المعركة المفتوحة للدفاع عن حقوقنا المكتسبة، والرابطة الجديدة ستبدأ من حيث انتهت القديمة». وفي هذا الإطار، يظهر موقف رئيس الرابطة، النقابي حنا غريب، واضحاً حين يقول: «وجهتنا توافق مطلبي بامتياز، يحفظ دور النقابيين المستقلين والديموقراطيين، ويصون استقلالية القرار النقابي». ويرفض طرح الآخرين المتمثل بتوافق سياسي قائم على المحاصصة الحزبية. لا يخفي غريب استياءه من وقف التحرّك الذي بدأته هيئة التنسيق النقابية «لأنّ قواعد الأساتذة مع القيام برد فوري وسريع على قرار زيادة قيمة الدرجة 5% عبر إقرار التوصية بالإضراب، وربط النزاع مع المسؤولين للتمسك بالحقوق لا تأجيل الاحتجاج».
هذا الموقف لرئيس الرابطة والمستقلين هو الذي سيرسم صورة التحالفات مع قوى 14 آذار والمعارضة، وخصوصاً أنّ الشيوعيين والمستقلين يمثلون نحو ربع المندوبين الذين بلغ عددهم 532 أستاذاً.
أما قوى 14 آذار فلا تزال تنتظر الجواب على التوافق الذي طرحته على رئيس الرابطة، كما قال النقابي موهوب جمال الدين (الحزب التقدمي الاشتراكي). وشدد جمال الدين على أنّ المطالب تهم كل الجسم التعليمي، متمنياً ألا تصاغ اللائحة الائتلافية في ربع الساعة الأخير. من جهته، تحدث النقابي أنطوان فاضل (كتائب) عن طلّة مميزة ستظهر فيها الرابطة إذا حصل التوافق الذي يمثّل حصناً للعمل النقابي في الجسم التعليمي الثانوي، في وقت تظهر فيه الانقسامات في أماكن أخرى. «أما إذا رجّح الأفرقاء خيار المعركة فستكون قاسية على الفريقين، لأنّ لا أحد يقدر على الحسم الفوري»، كما يقول. لكن التوازنات التي أفرزتها انتخابات المندوبين هذا العام لم تختلف كثيراً عن الدورة السابقة، أي إنّ الكفّة مرجحة لمصلحة قوى المعارضة التي بدت مرتاحة للنتائج بعدما تبين أنّ الفرق بين عدد مندوبيها وعدد مندوبي 14 آذار قد بلغ نحو 100 مندوب. يذكر أنّ لقاءً مسائياً جمع أمس غريب بقوى المعارضة للتداول بصيغ التنسيق، فيما يستعد الأساتذة لاختيار 18 عضواً للهيئة الإدارية المقبلة. وكان عدد المرشحين بلغ 115 أستاذاً.