بيار الخوريالعرب يبحثون عن أيادي الإسرائليين لكي يتمسكوا بها إرضاءً لنزواتهم النفطية والملكية كما فعلوا في مؤتمر حوار الأديان. والشعب الفلسطيني يحمل الحجارة والصواريخ المصنوعة داخل غزة ليقذف بها على مستوطنين وجنود إسرائيليين سحلوه بهمجيتهم. صمود الشعب الفلسطيني معجزة، والمعجزات لا يمكن أن تولد إلا من أحشاء الظلم وعدم المساواة، ومن المأساة يتألق المعذب.
الشعب الفلسطيني يتوق إلى أحلام الأمل والحرية، بينما شيمون بيريز يقول: «من يضرب حجراً باتجاه جندي فهذا يعني أنه يرمي حجراً باتجاه دولة إسرائيل».
أين أنتم يا حكام عرب، تناسيتم شعوبكم وثقافتكم المشتركة والتحقتم بمصالحكم ومصالح الغرب. حكام إسرائيل يبحثون عن اليهود المشتتين من سفرديم وأشكناز لزرعهم في أرضنا، وأنتم تشاركون في حصار غزة وتساهمون في زرع الأرض بجثث شعب أراد الحياة ولو تحت أنوار الشمس والقمر فقط.
سفن الأمل المحملة بالمساعدات تحاول اختراق الحصار، بينما سفن النفط الخليجية تبحر نحو بلدان القواعد العسكرية الموجودة في موانئ «خليجكم الملكي والاستبدادي». فيا أيها الحكام العرب ما بالكم؟ أفواهكم مكتومة وقلوبكم أدمتها الثروة. بيريز يريد تذويب الشعب الفلسطيني داخل قمقم غزة من خلال تجويعه، وتعتيم عيون أبناء فلسطين المعذبين، وأنتم تطبقون على أنفاس الغزاويين المحاصرين بعجزكم. لكن حذارِ، فمقابل كل جلاد هناك ألف شخص مستعد للمخاطرة بحياته لإنقاذ حياة أخرى.
«لكل جندي يطلق النار، ألف رفيق يساعدون، ويحمي بعضهم بعضاً» كما تقول الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي.