تخيّلت أن غداً أو بعد غد سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك برئيس الولايات المتحدة المنتخب باراك أوباما، وأن حديثاً قد دار بينهما كما يأتي:الرئيس المصري قائلاً لنظيره الأميركي: عزيزي يا ابن الحسين أوباما، أنا بَبُصلك دِلوقتي وبفكّرْ بجمال ولدي وخليفتي على عرش مصر. إنتو الجيل اللي حيخلّص العالم من كل الأزمات والمصاعب اللي وقعت علينا من السما. يارب أستر.
الرئيس أوباما: أنا أشكرك على ثقتك بي وبجيلي. لكن بلاش تشبهني بولدك وخليفتك المستر جمال. أنا عايز أسأل حضرتك: ماذا جنيتم أو خسرتم من معاهدة السلام المصرية ـــ الإسرائيلية منذ توقيعها حتى اليوم؟
الرئيس مبارك: بصراحة إحنا كسبنا قرشين وشوية دولارات وكافيار وبارفان وسيارات مرسيديس وسوّاح في طول البلاد وعرضها، لكن خسرنا سيادتنا وحريتنا واستقلالنا، يعني كرامتنا كمصريين وشهامتنا كعرب وموقعنا في العالم الإسلامي وزعامتنا للقارة السوداء.
الرئيس أوباما: وما هو سر بقائك رئيساً لجمهورية مصر العربية كل هذه المدّة الطويلة، فتتنقل بحرّية وتسافر إلى أقاصي الأرض من دون أن تتعرض حكومتك خلال غيابك إلى انقلاب عسكري على سبيل المثال؟
الرئيس مبارك: بعد عقد معاهدة السلام الميمونة أصبح الجيش المصري العظيم في حالة «تفرّغ» كاملة من أجل حماية النظام الرأسمالي الحر الذي نعيش كلنا من خيراته. كذلك نحن نجهد في تطبيق النسخة الأميركية الأصليّة للديموقراطية التي تبيّن لنا أنها تسمح باستغلال عامة الناس واستغبائهم بطريقة سلسة جداً.
الرئيس أوباما: وماذا عن علاقتكم بالدولة الصديقة إسرائيل؟
الرئيس مبارك: دول جماعة ما بيشبعوش حروب واستيطان وحب السيطرة وسرقة آثار وخطف لتاريخ الشعوب. ومش عايزين يفهمو إنو «أرض الميعاد» دي نكتة بايخة وإسرائيل الكبرى زي الوحدة العربية، يعني مش ممكنة.
الرئيس أوباما: وماذا عن مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ هل تراه صغيراً أم كبيراً أم أكبرَ؟ وهل يتعارض مع مشروع اتحاد دول المتوسط؟
الرئيس مبارك: أنا شخصياً قلت للسيدة رايس أكثر من مرة، بلاش حكاية الجديد والكبير والأكبر دي. الناس ضاعت مش عارفين ياكلو ولا يلبسو ولا يتكلمو ولا حتى يمشو. كل يوم مشروع جديد بيعمي القلب. إنت فاكر الحديث، قبل ما تولد، عن الحوار بين دول الشمال الغنيّة ودول الجنوب الفقيرة، وبردو الحديث عن صراع الحضارات بين شرق وغرب. يا ابني يا باراك إنتو درستو الجغرافيا والتاريخ في أي جامعة؟ إحنا مش فاضيين للمشاريع دي كلها. إحنا موجودين في نص الكرة الأرضية ومصر أم الدنيا وإعمل اللي إنت عايزو.
الرئيس أوباما: ما هي طلباتك يا سي حسني؟
الرئيس مبارك: إحنا شعوب مغلوب على أمرها يعني غلابة. يهمنا نعيش وناكل فول وطعميّه وفراخ ونشرب شاي ونرقص ونغني مع شوية فرفشة. إحنا مش بتاع حروب ومشاريع وعولمة. ودي إسرائيل صار لازم تشوفولها حل يحلّها وريّحنا وريّح يهود العالم منها ويرجع كل واحد على بيتو وبلدو الأصلي. يا ابني يا باراك ما تعبتوش. إحنا والله تعبنا وعايزين نعيش كم سنة بقى من دون مشاكل. على أية حال إحنا بانتظار زيارتك عشان تتعرف على الحضارة المصرية الفرعونية.