قال علماء آثار فرنسيون إنهم اكتشفوا ثلاثة من التماثيل القديمة في السودان تحمل كتابات قد تساعدهم على الاقتراب من فك شيفرة واحدة من أقدم اللغات الأفريقية. ونُحتت الكباش الحجرية التي تمثل الإله آمون خلال أمبراطورية ميروي، وهي فترة من الحكم الملكي التي دامت بين حوالى عام 300 قبل الميلاد و450 بعد الميلاد، وخلّفت المئات من الآثار على طول نهر النيل شمال الخرطوم.مدير الحفريات التي يقوم بها القسم الفرنسي التابع لهيئة الآثار السودانية فينيسنت روندوت قال إن كل تمثال منها يحمل كتابات باللغة الميروتيكية، أقدم لغة مكتوبة في أفريقيا جنوب الصحراء. وقال للصحافيين في الخرطوم «إنها واحدة من أواخر اللغات القديمة التي لم نفهمها بعد. نستطيع قراءتها ولا مشكلة في نطق حروفها. لكننا لا نفهم معانيها، ما عدا بعض الكلمات الطويلة وأسماء الأشخاص»، وأضاف أن الخبراء لا يزالون يحاولون معرفة معاني الكلمات عن طريق مقارنتها بالبقايا المحطمة لمراسيم ملكية مماثلة باللغة نفسها.
تجدر الإشارة إلى أن السودان يملك على أرضه آثار أهرام أكثر مما تملكه جارته مصر، لكن قليلين يزورون مواقع السودان النائية، كما أن الصراعات الداخلية المتكررة جعلت من التنقيب عن الآثار أمراً صعباً. وقال روندوت إن الحفريات في منطقة الحسا كشفت عن أول نسخة كاملة لمرسوم ملكي، وهو ما كان يُعثر عليه متناثراً في منحوتات من الفترة التاريخية نفسها. وكان قد عُثر على التماثيل خلال الحفريات الأثرية في موقع معبد الإله آمون الذي يُمثَّل بالكبش في السودان. والموقع قريب من أهرام ميروي، وهي مجموعة من أكثر من 50 ضريحاً غرانيتياً على بعد 200 كيلومتر شمال العاصمة التي تعد واحدة من المقاصد الرئيسية للسياح القليلين الذين يزورون السودان.