أقرّ المجلس النيابي، أمس، القانون رقم 442 القاضي بتثبيت المدرّسين المتعاقدين في التعليم الأساسي، فيما وعدت وزيرة التربية بهيّة الحريري بالإعداد للمباراة المحصورة التي ستجرى الصيف المقبل منذ الآن. لكن اعتداءً تعرّض له أحد المتعاقدين أدار البوصلة في اتجاه آخر
فاتن الحاج
وصفت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، في اتصال مع «الأخبار»، ما جرى في جلسة مجلس النواب التشريعية أمس بالإنجاز الكبير لجهة إقرار مشروع القانون الرامي إلى تعديل بعض أحكام القانون رقم 442 الصادر عن المجلس النيابي بتاريخ 29/7/2002، والقاضي بتثبيت المدرسين المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي في ملاك وزارة التربية والتعليم العالي على أساس المباراة المحصورة كما أعدّته لجنة التربية النيابية. ووعدت الحريري بتحديد موعد للمباراة مع انتهاء العام الدراسي، على أن نعدّ لها منذ الآن. وعن إصرار المتعاقدين على ربط تنفيذ القانون برفع أجر الساعة، قالت: «ندرس مع وزارة المال إمكان رفع أجر الساعة، وما في شي بيصير كبس زرار». واستغربت الحريري أن يكون تحرّك الأساتذة باتجاه وزارة التربية، فيما المشروع في المجلس النيابي و«إنني أقوم بواجباتي، والأمور تأخذ شكلها الطبيعي بالحوار وما من داعٍ لأنّ يضيّع المدرسون عليهم ساعات التدريس وهذا ما يلحق الخسارة بهم». لكن الحريري لم تعلّق على حادثة اعتداء قوى مكافحة الشغب على المتعاقد في متوسطة سهلات الماء الرسمية في الهرمل، جابر جعفر، واكتفت بالقول: «لم أطّلع على التفاصيل، وهذا الموضوع عبارة عن فوران واحتقان لا أقف عنده».
وكان الاعتداء على جعغر خلال اعتصام المدرّسين المتعاقدين، أمس، أمام وزارة التربية والتعليم العالي، قد حوّل أنظار المعتصمين من قضيتهم الأساسية المتمثلة برفع أجر الساعة وتثبيتهم في ملاك وزارة التربية إلى المطالبة بفتح تحقيق بما جرى لزميل لهم أمام أعينهم. وفي التفاصيل أنّ المتعاقدين عمدوا، بألم، إلى قطع الطريق المحاذي لتمثال حبيب أبي شهلا، احتجاجاً على إهمال قضيّتهم. وحين أصرّ أحد سائقي التاكسي على المرور منعه المعتصمون وحدث تلاسن قبل أن تتدخل قوى مكافحة الشغب لتنهال مجموعة هراوات على جعفر بالضرب، فأغمي عليه وافترش الأرض نحو ربع ساعة قبل أن ينقله زميله إلى مستشفى بيروت حيث أجريت له الفحوص والصور الإشعاعية اللازمة التي أظهرت إصابته برضوض في الوجه والقفص الصدري وانحطاط في الجسم، كما شرح الطبيب المعالج لـ«الأخبار». المشهد أثار استياء المعتصمين الذين صبّوا جام غضبهم في وجه القوى الأمنية وصرخوا: «هيدا عيب والساحة ساحتنا ونحن مربّون ومواطنون لبنانيون شرفاء» ثم هتفوا: «بالروح بالدم نفديك يا جابر». وسارعوا إلى عيادة زميلهم في المستشفى.
على صعيد آخر، علمت «الأخبار» أنّ القوى الأمنية فتحت تحقيقاً جدياً بالحادث، وستؤخذ إجراءات قانونية ومسلكية قاسية بحق من يثبت التحقيق أنّه متورط، ولا تساهل مع تجاوز كرامات الناس عموماً ومكانة الأساتذة خصوصاً. وينتظر أن يصدر بيان اليوم بهذا الخصوص. ويتابع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي القضية بعدما وضع وزير الداخلية والبلديات زياد بارود بصورة التحقيق. كذلك فإنّ فرع المعلومات قدّم صوراً للحادث لدى المحققين ضمن قوى الأمن الداخلي. وفيما تبيّن من الصور أنّ أحد العسكريين تصرّف تصرفاً غير قانوني تبقى الكلمة الفصل بيد القضاء.
وقبل الحادث، أبلغ رئيس اللجنة العليا للمتعاقدين، ركان الفقيه، أنّه تلقى اتصالاً من الوزيرة الحريري بوضع قانون التثبيت على جدول أعمال الجلسة التشريعية، متمنياً إقراره بعدل وإنصاف من خلال شموله جميع المدرسين المتعاقدين ووفقاً لحاجات وزارة التربية وإنصافهم في المباراة عبر الأخذ بعين الاعتبار المستوى الأكاديمي والخبرة التي تكوّنت لديهم خلال سنوات عملهم الطويلة. ودعا إلى الاستمرار في الإضراب المتواصل والمباشرة بعقد الجمعيات العمومية في المناطق، ابتداءً من اليوم الجمعة وحتى مساء بعد غد الأحد وتقديم التوصيات والاقتراحات بشأن الخطوات التصعيدية اللاحقة التي يجب اعتمادها إذا لم تحقق كل المطالب، وعلى رأسها زيادة بدل الساعة وتنفيذ القانون 442.


لقطة
نهاية المتعاقد؟


اعتاد المدرّسون المتعاقدون على أفكار تخترعها المتعاقدة في الشمال، آمال المصري، للتعبير عن الألم والمعاناة. أمس، ارتدت المصري كفناً أبيض، كفن المتعاقدين كما سمّته. ووضعت لافتة تسأل فيها عن نهاية المتعاقد: «النهاية؟ بعد 17 سنة تعاقد». ثم قالت: «نتألّم ونتأمّل».