شملان ـ عامر ملاعبتسجّل مؤسسة الرعاية الاجتماعية في بلدة شملان قضاء عاليه تمايزاً واضحاً في مقاربة الملفات الاجتماعية والإنسانية، وهي تملأ فراغاً كاملاً في مقاربة تلك القضايا غابت عنه المؤسسات الأخرى والجمعيات والأحزاب و«المرشحون». ولأن «براءة الأطفال» خير معبّر عن حقيقة باتت محذوفة في دفتر المجتمع واهتمامات الدولة، جاء نشاط يوم أمس لمناسبة «يوم المعوّق العالمي» في إطار برنامـج التربية على الدمـج، وتأكيداً لحق ذوي الاحتياجات الإضافية في مشاركة أقرانهم طلاب المدارس الأخرى. وكانت الندوة لقاءً دامجاً تحت عنوان «من طفل إلى طفل» شارك فيها أكثر من مئة طالب من صفّي الرابع والخامس من عدد من المدراس الرسمية والخاصة في المنطقة وأبناء مؤسسة شملان الاجتماعية من ذوي التأخر الذهني.
تناول المشاركـون الأطفال موضوعي حقوق المعوقين والمواطنية عبر تقديم أوراق عمل وعروضات مسرحية حية ومصوّرة، قابلها نقاش متفاعل أظهر أهمية التوجه إلى الأطفال والناشئة لتعزيز ثقافة التنوّع وتفعيل المواطنية.
أحد طلاب المؤسسة علي عثمان، وهو من البقاع، قال لـ«الأخبار» إن «تقديم عروض من شأنها رفض التمييز والتعامل برقي مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتأكيد حقوق المعوّقين التعليمية منها والمعيشية والصحية، ولا سيما حق التوظيف، من شأنه أن يسهم بتطوير قدراتهم ودمجهم مع مجتمع اعتاد عزلهم عنه بدون معرفة مدى قدراتهم والحكم عليهم مسبقاً».
وقد تميّز هذا النشاط بإطلاق العنان لأصوات ذوي الاحتياجات الإضافية للتعبير عن آرائهم وتأكيد قدرتهم في طرح مشاكلهم ومعالجتها وتثبيت وتعزيز حقهم في المساواة ومشاركة المجتمع في مسؤولياته.
واختتمت الندوة بعرض فني لأبناء مؤسسة شملان جسّـد موضوعي الندوة، وبتقديم هدايا رمزية من نتاج أبناء المركز المهني التابع لها، تقديراً لمشاركة مدارس المحيط.
ثم صدرت توصيات فطالبت الدولة بتعزيز المواطنية، عبر تأهيل الأسرة للقيام بذلك، ورفد النظام التربوي بالمهارات والمعارف المتعلقة بالمواطنية، إضافة إلى إيجاد برامج جديدة لترسيخ قيم التآزر والاندماج بين سائر المواطنين. كما شددت التوصيات على توفير برامج التوعية الأسرية التي تساعد الأسر في الاكتشاف المبكر لمشكلة أولادها، وعلى المساواة وعدم التمييز بين المعوّق وأفراد أسرته وأفراد المجتمع، وعلى توعية المدارس وتعريفها بأنواع الإعاقات، إضافة إلى التعاون بين المدارس والمؤسسات المتخصصة لتوجيه الطلاب الذين يعانون أيّة مشاكل إلى هذه المؤسسات واحترام قدرات المعوّق.