قاسم س. قاسمليست الندوة الأولى التي يعقدها «اتحاد المقعدين اللبنانيين» لنقاش «إنجازات المجتمع المدني في عمليات إعادة الإعمار الدامجة». لكن ندوة أمس في «الكراون بلازا»، دعيت إليها جميع المؤسسات المعنية بالإعمار وإعادة الإعمار في المناطق التي شهدت حروباً أو معارك على حد سواء، كالجنوب، الضاحية الجنوبية، ومخيم نهر البارد. أما الحضور فكان من ممثلي «وعد» لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية، و«بيت بالجنوب» الذي يقدم الاستشارات المعمارية في الجنوب اللبناني في القرى التي دمرتها حرب تموز، «مجال» التي تعمل بين تلامذة الهندسة في كل الجامعات اللبنانية «لنشر التوعية»، و«لجنة التصميم» التي كلفت إعادة تصميم مخيم نهر البارد. أما الأب الروحي للندوة فكان هيرفي برنارد ممثل منظمة الإعاقة الدولية.
بدأ برنارد كلامه متناولاً تجارب بدت للبعض بعيدة. تحدث عن تجربة كمبوديا الناقصة في اعتماد خطط لتسهيل أمور المقعدين (كوضع بلاط زلق للكراسي المتحركة، الأمر الذي كان يفشّل الخطوة من أساسها) ودول أفريقية ليخلص لشرح «وجوب تيسير وصول المقعدين إلى الأماكن الخاصة والعامة». تشاغل بعض الحضور ربما كان سببه انتظارهم لبدء تناول وضعهم في لبنان. لكن حانت الاستراحة، فتوجه الحضور لتناول القهوة. لكن تبين أن آلة صنع القهوة لم تكن بمتناول أحد الحاضرين الذي كان على كرسيه المتحرك. حاول الشاب أن «يصل» بيده للزر، فلم يستطع، يلاحظ برنارد فيبتسم وهو يحاول مساعدته قائلاً: «هذا بالضبط ما نحاول أن نصل إليه، أخذ احتياجاتكم بعين الاعتبار». عاد الحضور للقاعة وبدأت المؤسسات المشاركة بعرض مخططاتها. فقال ممثل «وعد» عبد الله نور الدين «مشروعنا يعمل على تطبيق المواصفات الخاصة والمعايير الهندسية المعتمدة في هذا المجال». أما الباقون فتحدثوا عن مساهمة جمعياتهم بالتوعية، مشيرين إلى أن المشكلة في «قلة التمويل». وحان وقت «البارد»، فعرض ممثل لجنة تصميم المخيم فادي مدهون مخططهم لتوسيع «زواريب المخيم لتأمين الإنارة والتهوئة للقاطنين». نسأل برنارد عن كيفية تسهيل تنقل ذوي الحاجات الخاصة في بيئة مبنية عشوائياً كالمخيمات، فيجيب بأنه بالفعل لا حل، لكن يبقى الأمل كما في البارد، بأخذ هذه الحاجات بعين الاعتبار لدى البناء.