تختتم غداً «حركة السلام الدائم» مشروع «فنّانو الهيب هوب من لبنان: رسل سلام» في مسرح المدينة، بعد أشهر من العمل مع شبان لبنانيين وفلسطينيين
هاني نعيم
«الهيب هوب وسيلة لنشر السلام». فكرة غريبة ربما على البعض، لكنّها كانت محور المشروع الذي بدأته «حركة السلام الدائم» في تموز الماضي «لإدخال الفن مساعداً أساسياً في عمليّة التغيير والنضال الذي نقوم به. فهو لغة تخاطب الجميع»، كما يوضح مدير مشروع «فنّانو الهيب هوب من لبنان: رسل سلام» رافي فغالي.
وضم المشروع الذي نُفّذ بالتعاون مع «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» عدداً من ورش العمل مع فنّاني «هيب هوب» لبنانيين وفلسطينيين. ويتحدث فغالي عن اختيار «الهيب هوب» وسيلة لنشر السلام، لأنّه بدأ في أواخر السبعينيّات، في أميركا مع السود المضطهدين، ردّة فعل منهم على الظلم اللاحق بحقّهم. ويقول فغالي إنّ «الهيب هوب» انتشر في الثمانينيّات، ليصبح في التسعينيّات كأيّ فن آخر له روّاده وجمهوره. ويروي أيضاً تجربة «الهيب هوب الناجحة» في أوروبا التي أسهم بها المهاجرون اللاشرعيّون من شمال أفريقيا، إذ مثّلت أغنية «الهيب هوب» وسيلة للتعبير عن مشاكلهم اليوميّة التي واجهوها في تلك المجتمعات، وخصوصاً الفرنسيّة. وساعدت على اندماجهم في محيطهم.
أعطى فغالي هذه اللمحة التاريخيّة ليتحدّث عن تجربة الهيب هوب في لبنان التي بدأت مع طلاّب جامعات، في التسعينيّات، ردّة فعل منهم على آثار الحرب، الفقر، البطالة، الهجرة والطائفيّة.
ويوضح فغالي أنّ «هذا الفن قادر على كسر الحواجز بين الناس ليصل إلى شريحة واسعة منهم، وخصوصاً أنّ الشباب نواة هذا الفن وروّاده على الأغلب. الهيب هوب لغة الشباب، وما قمنا به هو مخاطبتهم بلغّتهم». ويشير فغالي إلى أنّ العاملين فيه هم على الأغلب من أبناء الطبقة الفقيرة والوسطى و«الشعبيّة». ويقول فغالي «أدخلت الفنّانة نضال الأشقر أغاني من الهيب هوب في مسرحيّة (قدّام باب السفارة الليل كان طويل)»، ما يعني أنّ هذا الفن بدأ يأخذ حيّزه في الساحة اللبنانية، على حد تعبيره.
أمّا فيما يتعلّق بالألبوم الغنائي الذي سيوزع في الحفل الختامي للمشروع غداً، فهو يضم 14 أغنية للفرق السبع المشاركة، إضافة إلى ضيفين آخرين. وتتناول أغانيه: الطائفيّة، الفن المقاوم، السلام، إلى جانب أغنية أخرى تسخر من الوضع الأمني في لبنان.
وعن التمويل الأميركي، يشرح فغالي أن مشكلة المجتمع المدني في لبنان في تمويل ذاته، معتبراً أن لا فرق بين تمويل أوروبي وآخر أميركي. ويضيف «الناس تعتبر الأوروبي أفضل، ولكن في الواقع، بعض الأوروبيين أسوأ من الأميركيين بسياساتهم تجاه بلادنا».
ويتحدث أحد المشاركين في المشروع، إدوارد عبّاس من فرقة «فريق الأطرش» عن تجربته قائلاً «تعرّفت على تجارب فنانين، وأوصلت أفكاري إلى غيري». ويقول عباس إنّ الفرق المشاركة استطاعت حل المشاكل بينها «ووحدتنا الأفكار المشتركة، وأوجدت لنا أرضيّة للتعاون مستقبلاً».
وكان لافتاً مشاركة فتاة وحيدة في ورش العمل، ويعود ذلك برأي عبّاس إلى العدد المنخفض لفنّاني «الهيب هوب» في لبنان. إذ يتراوح بين 20 و50 شخصاً، والعدد آخذ في التزايد حسب تعبيره. أمّا فغالي، فرأى أنّ العنصر الأنثوي قليل الحضور في الأساس في مختلف الحقول، ولا ينحصر بـ«الهيب هوب».
يذكر أنّ مشروع «فنّانو الهيب هوب من لبنان: رسل سلام» يختتم غداً، عند الخامسة في مسرح المدينة في شارع الحمرا، بعرض فيلم وثائقي عن المشروع، إلى جانب إقامة حلقة حوار مع عدد من فرق «الهيب هوب». وسيطلق ألبوم المجموعة المشاركة في المشروع الذي سيوزّع 2500 نسخة منه مجاناً على الحضور. وسيرافق إطلاقَ الألبوم موقعٌ إلكتروني يمكن من خلاله تحميل الألبوم مجاناً. ويقول مدير المشروع رافي فغالي إنّ «الهدف نشر السلام، وليس الربح المادّي».