المحقق الرئيسي المعيّن في المحكمة الدولية عمل إلى جانب قوات الاحتلال في العراق مستشاراً أمنياً، كما أن الرجل كان متهماً بإخفاء معلومات عن القضاء الأوسترالي. وردنا أمس ردّ أوسترالي على ما نشرته «الأخبار» في هذا الإطار، وردّ آخر من لجنة التحقيق الدولية، كذلك وردنا اتصال من المدعي العام الأوسترالي. غير أن الردود الثلاثة تجنّبت التطرّق إلى عمل المحقق في العراق عام 2004
عمر نشّابة
قطع مفوّض شرطة «نيو ساوث وايلز» الأوسترالية، أندرو سيبيوني، فرصة يوم الأحد ليردّ أمس على المقال الذي نشرته «الأخبار» (عدد السبت 20 كانون الأول). غير أن هذا الردّ أتى فارغاً، إذ لم يتطرّق إلى المعلومات التي وردت في النصّ الصحافي. أشار المحرّر إلى نقطتين أساسيتين تتعلقان بتاريخ نيك كالداس، الذي عيّنته المحكمة الدولية الخاصة للبنان رئيساً للمحققين في مكتب المدعي العام دنيال بلمار.
نصّ «الأخبار» أشار أولاً إلى أن نائب مفوّض شرطة مقاطعة «نيو ساوث وايلز»، نيك كالداس، كان قد عمل عام 2004 مستشاراً أمنياً في العراق المحتلّ. كما أشار إلى أن كالداس كان متّهماً بإخفاء معلومات عن القضاء الأوسترالي في قضية اغتيال سياسي وقعت في أوستراليا عام 1994.
جاء في ردّ المفوّض سيبيوني على «الأخبار» أن «كالداس لديه 27 سنة من الخبرة في شرطة «نيو ساوث وايلز» أدّى خلالها دوراً أساسياً في تحقيقات في العديد من الجرائم».
وتابع مشيراً إلى حيازة كالداس «ميدالية الشرطة الأوسترالية»، مؤكداً أن ذلك يثبت صدقيته. وقال سيبيوني، الذي كان قد تخرّج من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) عام 2004: «إن كالداس يتمتّع بدعمي الكامل، وأنا أعرف أخلاقيته في كلّ ما يقوم به».
وتابع تعداد الصفات التي تدلّ على صدقيّته، وأكد أن كل ما يشير إلى غير ذلك «ليس مدعماً بأدلّة» (ill-founded). ثم عاد بيان ردّ سيبيوني للتذكير بأنه حاز ميداليات عديدة، بما فيها ميدالية الحكومة الفدرالية الأوسترالية لـ«خدماته الإنسانية وراء البحار». وختم الردّ بتجديد الثقة بكالداس من دون أن يتطرّق إلى خضوعه لمراجعة قضائية في أوستراليا خلال الصيف الفائت كما ذكر المقال موضوع الردّ، ومن دون أن يشير إلى عمل كالداس في العراق عام 2004.
ضابط الاتصال بالإعلام في شرطة مقاطعة «نيو ساوث وايلز» ريبيكا والش، كانت قد أرسلت بيان الردّ عبر البريد الإلكتروني، وأرفقته ببيان صدر عن حاكم ولاية «نيو ساوث وايلز» ناثن رييز، يؤكد صدقية كالداس، ويرفع من شأنه.
كما أرفقت الردّ ببيان صحافي صدر بتاريخ 19 كانون الأول يشير إلى تعيين كالداس رئيساً للمحققين في مكتب المدعي العام الدولي في المحكمة الدولية الخاصة للبنان.

اتصال المدعي العام الأوسترالي بـ«الأخبار»

اتصل أمس المدعي العام في مقاطعة «نيو ساوث وايلز» القاضي مارك تيديسكي، بـ«الأخبار»، وقال «إن التحقيق في القضية التي قيل لي إن مقالاً في جريدتكم تطرّق إليها ما زال مستمرّاً، لكن لم أعثر حتى الآن على ما يشير إلى ضلوع نيك كالداس، الذي يعدّ الرجل الثاني في شرطة «نيو ساوث وايلز» في أي عمل مخالف للقانون، لا بل إن كالداس مشهود له بصدقيته وكفاءته».
وأجاب المحرّر إن ذلك لا يتناقض مع ما ورد في «الأخبار» لكن السؤال يتعلّق أيضاً بعمل كالداس في العراق عام 2004، فقال تيديسكي «لا علاقة لي بهذا الأمر».

الردّ الناقص للجنة التحقيق الدولية

إضافة إلى ردّ الشرطة الأوسترالية الفارغ، واتصال المدعي العام، جاءنا ردّ أرسلته المتحدثة باسم لجنة التحقيق الدولية، راضية عاشوري، عبر البريد الإلكتروني جاء فيه إنه جرى تعيين كالداس رئيساً للمحققين في مكتب المدعي العام في محكمة لبنان الدولية «بعدما أشرف كبار المحققين في الشرطة على إجراءات منافسة عالية بين المرشحين للمنصب». وأضاف الردّ إن «اللجنة التي قابلت المرشحين للمنصب كانت على علم بالقضية التي ذكرت في الأخبار، ودقّقت بجدّيّة في خلفية المرشّح.
كما جرى الاتصال بعدد من المسؤولين القضائيين والأمنيين الأوستراليين للتأكد من صدقيته وكفاءته. وبنتيجة ذلك لم تعثر اللجنة على أساس للشكّ في الصدقية العالية والكفاءة المطلوبة من الشخص الذي اختارته».
وفي فقرة أخرى أشار بيان الردّ الأممي إلى أن كالداس «ظهر المرشح الأفضل لهذه الوظيفة. وأكد مفوّض شرطة «نيو ساوث وايلز» وحاكمها ناثن رييز مؤهلاته المهنية الفائقة».
وختم الردّ «إضافةً إلى ذلك، هو يعرف العناصر الثقافية للمنطقة ويتكلّم العربية بطلاقة».

«العراق جامعة الارهاب»

نيك كالداس كان قد قال لوكالة «دي بي آي» الألمانية للأنباء يوم 11 تموز 2007 خلال مؤتمر عن المتفجرات إن «العراق جامعة الإرهاب».
وأضاف إن الأشخاص الذين يعودون من العراق إلى الغرب يحضرون معهم خبرات في صناعة المتفجرات.
وفي سياق آخر علمت «الأخبار» أن نقاشاً كان قد دار في برلمان «نيو ساوث وايلز» في 29 آذار 2006 بين وزير الشرطة في المقاطعة، كارل سكولي، ورئيس المعارضة، بيتر دبنام، أشار فيه الأخير إلى أن مهمة كالداس في العراق «لم تحظَ بترحيب حار في نيو ساوث وايلز» رغم تقديماته لـ«العالم الحرّ» في هذا الإطار.