دمشق ــ منار ديبغابت المفاجآت عن نتائج جائزة «أدونيا» للدراما السورية التي تمنحها «المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق» UG. مسلسل «أسمهان» كان المرشح الأقوى منذ البداية، إلّا أنّ القائمين على الجائزة شاؤوا أن يُشركوا في التتويج مسلسلاً آخر هو «ليس سراباً»، كأنّهم يضعونه على قدم المساواة مع «أسمهان»! هكذا جاءت النتائج لتشبه نوعاً من المناصفة بين العملين مع أفضليّة لـ«ليس سراباً» الذي حصل على الجائزة الأهم (أفضل عمل متكامل) فيما أبرز ما يميز عملاً كـ«أسمهان» هو التكامل. بينما حصل «أسمهان» على جائزة أفضل مخرج (شوقي الماجري) وأفضل ممثلة دور أول (سلاف فواخرجي) وأفضل ممثل دور مساعد (عابد فهد) وأفضل ملابس (سهى حيدر). وبما أنّ دور البطولة في «أسمهان» هو لشخصية نسائية أصلاً، كان لا بد من أن تذهب جائزة أفضل ممثل دور أول إلى عباس النوري في «ليس سراباً» مع تجاهل أداء عبد المنعم عمايري في «صراع على الرمال»، وبسام كوسا في «الحوت» رغم ترشيحهما لهذه الجائزة. و«ليس سراباً» أُعطي دفعةً جديدةً بحصوله على جائزة أفضل نص، ذهبت لفادي قوشقجي مع أنّ إحدى مشكلات هذا العمل هي النص، المشبّع بالأفكار النظرية والمثقل بالطروحات مع خلوّه من الحكاية واللعبة الدرامية وقلة شبهه بالحياة. لكن يبدو أنّ مضمون المسلسل لا مستواه هو ما حدا بلجنة التحكيم إلى تكريمه بهذه الصورة، مع العلم أنّه دخل المنافسة على جائزة النص سيناريو محكم كـ «أسمهان» لنبيل المالح، ونص آخر يتفوق في جودته على «ليس سراباً» هو «يوم ممطر آخر» ليم مشهدي. إلا أنّ «ليس سراباً» حقّق حضوراً في سوريا، فيما لم يحظَ بالاهتمام عربياً. وقد يكون هذا عاملاً آخر لدعم العمل، وخصوصاً أنّ المسلسل رُفض في «مهرجان القاهرة للإعلام»، لأسباب واهية قيل إنّها تقنية، دفعت الشركة المنتجة له بالانسحاب من المهرجان. وإذا كان «أسمهان» العصيّ على المقارنة بأي عمل درامي هذا العام، صنعه مخرج سينمائي حاز أخيراً جائزة الـ «إيمي أوورد» فإنّ «ليس سراباً» الذي يطرح قضايا إشكالية كالعلمانية والتعصب الديني ـ وهذه فضيلته الوحيدة ـ وقّعه مخرج شاب (المثنى صبح) وهو عمله الثالث، إلا أنّ «أدونيا» قررت ربما أن تجعله مدلّلها، بعدما توّجته أفضل مخرج سوري العام الماضي!
الجوائز الأخرى وُزِّعت على الشكل الآتي: جائزة أفضل ممثلة دور مساعد ذهبت لتاج حيدر عن «أهل الراية» مع ملاحظة أنّ «أهل الراية» أسوة بـ«ليس سراباً» هما من إنتاج «شركة سوريا الدولية» التي تحظى عادة بنصيب الأسد من جوائز «أدونيا». وقد رشّح لهذه الجائزة كل من ورد الخال عن «أسمهان»، ولورا أبو أسعد عن «زهرة النرجس». جائزة الأعمال ذات الحلقات المتصلة المنفصلة ذهبت لـ «ضيعة ضايعة». ويلحظ هنا أنّ هذه الجائزة المستحدثة تعاني مشكلة في التعريف. إذ نافس «ضيعة» كل من «بقعة ضوء» الذي يقوم على عدد من اللوحات في كل حلقة، و«هيك تجوزنا» ذي الحلقات المنفصلة، وهذا المفهوم ينطبق فقط على منافس وحيد هو «وجه العدالة» الذي يحتفظ بالشخصيات الرئيسية نفسها في كل حلقة، إلا أنّه عمل بوليسي لا كوميدي كالأعمال الثلاثة المذكورة. وقد حصل «ضيعة ضايعة» للمخرج الليث حجو المرشح لجائزة الإخراج، على جائزة تصويت حضور الحفلة أيضاً (جائزة أفضل عمل جماهيري ذهبت لـ «باب الحارة»)، كما رشح كاتبه ممدوح حمادة لجائزة النص، وأربعة من ممثليه (نضال سيجري، باسم ياخور، زهير رمضان، آمال سعد الدين) لجوائز مختلفة، وقد رشح العمل لجوائز الملابس والديكور والتصوير والإضاءة وإن لم يحصل على أي منها. يذكر أنّ هذا المسلسل الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً هو من إنتاج شركة «سامة» ( أديب خير، جمال سليمان، طاهر مامللي). وطاهر مامللي حصل على جائزة أفضل موسيقى تصويرية عن «ضيعة ضايعة» أيضاً، وعن «زهرة النرجس» المقتبسة موسيقى شارته عن أغنية شهيرة للرحابنة!
وكان لافتاً أخيراً غياب جائزة للأعمال التاريخية وأخرى للأعمال الكوميدية على رغم توافر هذا النوع من المسلسلات هذا الموسم؟