فازت لائحة «النضال النقابي» التي تضم تحالف النقابيين المستقلين وقوى المعارضة في انتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي، بعد مقاطعة قوى 14 آذار. وقد اقترع 284 أستاذاً من أصل 532 مندوباً أي بنسبة 52.25%. وعثر على أربع أوراق بيضاء ونالت نحو 7 لوائح تشطيباً لاسم أو اسمين
فاتن الحاج
أسقطت محاصصة التوافق في رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي الائتلاف بين القوى السياسية والنقابية، فاختارت قوى 14 آذار الانسحاب من معركة بدت نتائجها محسومة سلفاً لمصلحة الفريق الآخر، ليحتفظ تحالف المعارضة والنقابيين المستقلين برابطة يراهن عليها الأساتذة الكثير في مواجهة الانقضاض على حقوقهم المكتسبة.
وكانت كتلة النقابيين المستقلين قد راهنت على ائتلاف يقوم على برنامج عمل مشترك وطرحت، كما تقول النقابية بهية بعلبكي، تقسيم مقاعد الهيئة الإدارية الـ18 وفق الآتي: 10 للمستقلين و4 لكل من قوى 14 آذار والمعارضة، لكونها الكتلة الأكبر في الجسم التعليمي الثانوي، وإن كان الجميع يملكون الإحساس بالمسؤولية للمحافظة على وحدة الرابطة. وفي التفاصيل التي يرويها النقابي محمد قاسم «أنّنا سعينا لإقناع من يتحفّظ على الوفاق للوصول إلى لائحة ائتلافية وكدنا نصل لولا تصلّب فريق 14 آذار بطلبه رقماً موازياً للفريق الآخر رغم أنّ التوازن ليس لمصلحته، أي ثمانية مقاعد والمشاركة في تسمية الرئاسة، ما أنهى الاجتماع من دون توافق، وزاد من تحفّظ المترددين الذين اعتبروا أنّ وجهة نظرهم كانت سليمة. وبعد أربع ساعات، أرسلت قوى 14 آذار جواباً بالموافقة على طرح المستقلين، لكن الاجتماع كان قد انفض». ويرى قاسم أنّ الموافقة كانت ملغومة، ما أسقط كل الجهود الوفاقية. وفيما يسجل أنّ المقاطعة تعبير ديموقراطي سلبي، يؤكد أنّه حق مشروع شرط أن لا يعكس نفسه على المواقف النضالية دفاعاً عن المطالب. لكن لدى النقابي عزيز كرم (يسار ديموقراطي) كلاماً آخر عن موازين القوى لكون مؤيدي 14 آذار يمثلون كما يقول 48% وهي الكتلة الأقوى إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ الباقي يتوزع بين المعارضة والحزب الشيوعي والنقابيين المستقلين، أي 52%، ورغم ذلك قبلنا حفاظاً على وحدة أساتذة التعليم الثانوي ورفضاً لمعركة بين لائحتين. ويوضح «أننا وافقنا على 4 مقاعد من أصل 18 وأبلغنا ذلك رئيس الرابطة وقياديين تربويين في المعارضة قبل أن يسرّب لنا أحد الحاضرين في الاجتماع، مساء السبت، أنّ الأمور متجهة سلباً، فأصدرنا حينها بياناً بالمقاطعة».
وحمّل البيان من أفشل التوافق نتائج الانتخابات على وحدة الحركة النقابية. وفيما أكد اللقاء التربوي لـ 14 آذار استمراره في انتخابات مجالس الفروع، أشار إلى أنّه سيعقد مؤتمراً صحافياً يوضح فيه الملابسات التي رافقت التفاوض ومواقف القوى السياسية المختلفة مما حصل. من جهتها، علّقت قوى المعارضة على مسار التفاوض، فتحدث المسؤول التربوي المركزي في حركة أمل حسن زين الدين عن تعقيدات تقنية وقلة ثقة أوصلت الأمور إلى اللاتوافق. وحدد النقابي يوسف زلغوط (حزب الله) مشكلتين، هما: مطالبة 14 آذار بما يفوق حجمها الانتخابي والتسوية على الكوادر النقابية المستقلة التي «رفضناها بالمطلق». أما النقابي ميشال الدويهي (تيار وطني حر) فحمّل قوى 14 آذار مسؤولية تداعيات المقاطعة على حقوق المعلمين والتحركات المطلبية.
في ما يلي أسماء الفائزين: حنا غريب (شيوعي)، فؤاد عبد الساتر، عصمت القواص، محمد قاسم، بهية بعلبكي، رشيد عبود، عبد الحليم الدهيبي، طوني التوم، ومحمد العنان (مستقلون)، يوسف زلغوط وربيع نور الدين (حزب الله)، نعوم خليفة (حركة الوعي)، مصطفى الراعي وعادل سيف الدين (حركة أمل)، خليل السيقلي وليديا كرم (تيار وطني حر)، طنوس المعراوي (تيار المردة)، فؤاد بوفيصل (الحزب السوري القومي الاجتماعي).


حنا غريب رئيساً

توافق النقابيون المستقلون وقوى المعارضة على التجديد للنقابي حنا غريب في رئاسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي نظراً لأدائه النقابي والجهد الذي بذله في معركة هيئة التنسيق النقابية لتصحيح الرواتب والأجور. وعلّق غريب على مقاطعة قوى 14 آذار للانتخابات بالقول: «هو موقف سياسي لتحويل انتخابات نقابية إلى استطلاع رأي حول الانتخابات النيابية المقبلة، فالمعارك التي يضمنون الفوز بها يخوضونها، فيما يقاطعون الانتخابات التي لا تأتي نتائجها في مصلحتهم». وقال: «إنّ مقاطعة الرابطة لا تخدم مصالح الأساتذة وتحركات المعلمين، بل تصبّ في تخريب العمل النقابي وتبرر مشاريع باريس ــ 3». يذكر أنّه جرى الاتفاق على النقابي محمد العنان نائباً للرئيس.