خضر سلامةالموسيقى طريقة مهمة في تخفيف الضغوط النفسية، ولكن أن تكون مفيدة من أجل صحة أمتن! تستطيع أن تحافظ على صحة قلبك، وتخفف من نسبة الكوليسترول في الجسم، هذا ما أثبته باحثون أميركيون من جامعة ماريلاند حسب جريدة «صنداي» في عددها الصادر يوم الأحد الماضي. درس الباحثون الآثار الصحية للاستماع المتكرر للموسيقى، على مستوى القلب والضغط الدموي. وبيّنت النتائج أن المطلوب من المرء الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديه لمدة نصف ساعة يومياً، هذه الحصة، تساوي علبة دواء مصنعة عبر الكيميائيات الصناعية الصيدلية! ولكن، ليس لكل أنواع الموسيقى الآثار نفسها، فالذين يستمعون إلى مادونا ورايجانا أو كوين مثلاً، أثناء ممارسة تمارين الركض، قادرون على تحسين أدائهم الرياضي بنسبة 15 في المئة، ولموسيقى موزارت أو مايلز دافيز قدرة «مسكنة» على الجهاز العصبي، بينما موسيقى باخ وغلاس على سبيل المثال، أداة مهمة لتدعيم القدرة على التركيز الفكري.
وحسب ميكايل ميلر رئيس طاقم البحث، ومدير مركز الوقاية من الأمراض القلبية في الجامعة، فإن الموسيقى مفيدة لضبط الضغط الدموي، وللتقليل من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية المفاجئة، إذ إنه أثناء الاستماع إلى موسيقانا المفضلة، تتمدد العروق الدموية، ما يسمح بتحرك أسهل للدم، ويخفف من احتمالات الجلطة، حسب الدراسة التي أجريت على أكثر من فرد غير مدخن وبصحة جيدة، وكان متوسط أعمار المشاركين فيها 30 عاماً.
أثبتت الدراسة أن العروق الدموية تتمدد بنسبة 26 في المئة أثناء الاستماع إلى الموسيقى، وهذا التمدد يفسر بأنه أثناء التعرض للموسيقى التي نحبها، يدخل في الدم ثاني أوكسيد النيتريك، القادر على تنظيف الأوعية وفتحها أمام الدورة الدموية، وعبر تراكم التعرض لهذه الحالة من الارتخاء الجسدي والنفسي المؤثر على الحركة الدموية، تتراكم الآثار الإيجابية للموسيقى.
أما عن الموسيقى الـ«مزعجة» كالراب والهيفي ميتال، فإن آثارها سلبية حسب ميلر، وهي تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تنقبض الشرايين وتكون آثارها أكثر ضرراً من همبرغر كبير، وأي موسيقى أخرى لا تعجب الفرد، يجب عليه، حسب الدراسة، تجنب الاستماع إليها إذا ما كانت تشعره بالانزعاج والضيق منها.
يذكر أنها ليست الدراسة الأولى التي تلمح لدور الموسيقى الصحي الجسدي، بعد دراسة بريطانية في جامعة برونيل سابقاً، أثبتت أن آثار الموسيقية ليست نفسية بحتة، بل جسدية أيضاً.
يُذكر أيضاً أن دراسة شهيرة عرفت باسم «تأثير موزارت»، أجراها عام 1992 باحثون من جامعة وينسكونس الأميركية، وبيّنت أن الاستماع لمدة عشر دقائق إلى إحدى المعزوفات التي كتبها موزارت، تساعد على تطوير القدرة على التركيز بنسبة 50%.
من هنا أيضاً بدأ الحديث عن «تأثير موزات»، الإيجابي طبعاً، في العملية التربوية، وفي إطار الحديث عنها، نلفت إلى كتاب دون كامبل «تأثير موزارت على الأطفال»، وفي شروحات تفصيلية على التكورات والتأثيرات الإيجابية التي تنتج من سماع الطفل مقطوعات موزارت، وهي تؤثر على التطوّر الفكري للصغير، كما تساعد على تدعيم نموه السيكولوجي والعاطفي.
من جهة ثانية، ينصح المعالجون النفسيون والأطباء باعتماد الموسيقى علاجاً للقلق وعدم القدرة على النوم جيداً.
ومن الكتب العالمية التي تركز على أهمية الموسيقى العلاجية، كتاب عمر علي شاه «الصوفية والعلاج».