بلاد جبيل ــ جوانّا عازار«بعدنا مش مصدّقين 100% إنّو طريق عنّايا ـ اللقلوق رح يتنفّذ»، يقول أحد المواطنين «الملوّعين» من حال الطرقات في قضاء جبيل، التي يصفها البعض بهياكل طرقات بات السير عليها كمن يسير بين الألغام، «لغناها» بحُفَر من كلّ الأحجام والأشكال.
فقد كان النائب عن قضاء جبيل، شامل موزايا قد أعلن منذ فترة أنه أرسل مشروع طريق عنّايا ـ اللقلوق إلى التلزيم بتاريخ 26 تشرين الثاني الماضي، بعدما راجع الرئيس فؤاد السنيورة وزارة الأشغال العامّة بشأنه. وكان نوّاب قضاء جبيل: الدكتور وليد الخوري، عبّاس الهاشم، فضلاً عن النائب موزايا قد اجتمعوا في 14 تشرين الأول الماضي مع الرئيس فؤاد السنيورة «بهدف رفع الحرمان عن هذا القضاء»، وانتزعوا وعداً منه بتنفيذ ثلاثة طرقات رئيسية في قضاء جبيل، وبإرسال مشاريع مراسيم تتعلق بتمويل هذه الطرقات خلال خمسة عشر يوماً، أي في نهاية شهر تشرين الأول. إلا أن إرسال تلزيم مشروع طريق عنايا ـ اللقلوق قد تأخر، ما عزّز تخوّف البعض، وتساؤلاتهم عن السبب في المماطلة، وخاصّة أنّ مجلس الإنماء والإعمار كان قد قرر البدء بتنفيذ هذا المشروع نهاية شهر أيلول، قبل أن يصار إلى سحبه منه وإعادته إلى وزارة الاشغال، فيما بقي تنفيذ الطريقين الآخرين غير ملحوظ حتّى اليوم، وهما طريق بير الهيت ـــــ قرطبا وطريق عمشيت ـــــ ميفوق ـــــ ترتج. خلال ذلك، تشهد قرى مدينة جبيل نزوحاً كثيفاً لعدد كبير من أهاليها في فصل الشتاء إلى الساحل بسبب حال الطرقات السيّئة، وخصوصاً خلال موسم الثلوج. وينتظر الأهالي منذ عام 1963، أي تاريخ استملاك الأوتوستراد من بلدة عنايا إلى إهمج ـــــ اللقلوق، تنفيذ المشروع الموعود هناك، علّه ينقذ المدينة من نزوح سكانها المتزايد عاماً بعد عام. «انتظر المواطنون هذا الطريق كثيراً، فتنفيذه يسهّل حركتهم وتنقلاتهم بين الساحل والقرى، ويشجّع الزائرين على السياحة الداخليّة، ويعزّز موقع القرى الإنمائيّ والسياحيّ والاقتصاديّ»، تقول ريبيكا زيادة من بلدة إهمج. بالإضافة إلى ذلك، طريق عنّايا ـ اللقلوق ضيّق جدّاً، وتكثر عليه حوادث السير، وخاصّة في فترات الجليد. «إذا كانت أرواحنا رخيصة عندهم فليخبرونا»، تقول بأسى ماري من بلدة عنّايا، مضيفة: «المنطقة عامرة بأبنائها وتتّسع لضيوف كثر، وهي تستحقّ أن تؤهّل طرقاتها لتستقبل المزيد منهم في موسم الصيف وفي موسم التزلّج». يتطلّع أهالي جبيل إلى أن تعمل الدولة بكلّ مؤسساتها على تحقيق الإنماء المتوازن بين كلّ الأقضية وفي جميع البلدات، لأنّ «اللبنانيين متساوون، ولا يمكن أحداً أن يزايد على أبناء منطقة جبيل بمواطنيّتهم وولائهم للدولة» يقول أحدهم.