زحلة ــ نيبال الحايكليس أطفال زحلة وحدهم من كانوا ينتظرون بابا نويل هذا العام. فتجّارها، الذين يعانون منذ فترة ركود السوق، كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر، لعلّه ينعش حركته.
ورغم أن المدينة تشهد زحمة زوار توافدوا من مختلف قرى المنطقة، إلا أنهم جاؤوا «لاستطلاع الأسعار»، بحسب تعبير التجار هنا.
«حركة السوق تعيسة جداً، ونسبة الشراء والمبيع أقل بكثير مما كنا نشهده خلال الأعياد الماضية قبل سنتين»، كما يؤكد رئيس جمعية تجار زحلة، إيلي شلهوب، شارحاً كيف أن حركة الزوار الكبيرة لا تعكس قيمة تسوّقهم.
ويلفت شلهوب إلى أن جمعية التجار «بدأت فعلاً بوضع حسومات على مختلف أنواع البضائع بهدف تنشيط حركة التسوق. فنحن نعرف الضائقة الاقتصادية التي يعانيها أبناء المدينة والمنطقة». إلا أن الحسومات لم تأت بنتيجة حتى الآن، كما يشكو أصحاب المحالّ. «قلة زبائن، وقلة مصاري مع الناس» كما يصف أحدهم الوضع، قائلاً: «ذهبت إلى الخارج واشتريت كميات كبيرة من مختلف أنواع الألبسة، ولكن حتى الآن لم أبع سوى القليل، الحالة سيئة جداً هذا الموسم». أما جاره، طوني، فهو يمضي كل وقته داخل محله يشاهد المسلسلات التركية و«لا أتحرك من مكاني عندما يدخل زبون، لأنني أعرف أنه سيكتفي بالفرجة فقط».
هذه «الفرجة» تنسحب أيضاً على سوق بر الياس، التي تعتمد خصوصاً على الزبائن السوريين. تصف أم محمد جمال، وهي صاحبة محل للألبسة، حال هذه السوق بأنها «عاطلة جداً والبيع خجول»، بينما يصفها رئيس البلدية مواس عراجي قائلاً: «هي سوق أساسية في اقتصاد المنطقة، تستقطب الزبائن السوريين الذين كثيراً ما كانوا بمثابة الشريان الحيوي لحركة التسوق على مدار الأيام والمواسم. ولكن نسبة المبيع تراجعت منذ فترة بنحو 50% تقريباً، وعجزت الأعياد حتى الآن عن تحريكها أو تنشيطها كما كنا نأمل».
إلا أن موسم الأعياد الذي لم يحرّك ساكناً لسوقَي زحلة وبر الياس، نجح نسبياً في تحريك التسّوق في قب الياس، حيث «تحسنت حركة المبيع لتصبح جيدة عشية الأعياد»، كما يشرح رئيس لجنة تجار المدينة، عبد الكريم حاطوم، عازيًا الأسباب إلى «الحسومات التي قررتها الجمعية» والتزم بها جميع التجار من دون استثناء أو «زعبرة» كما يؤكد.