أعلن أساتذة كلية إدارة الأعمال ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية توقيف الدروس بعد الاعتداء الجسدي، كما سمَّوه، على أحد الأساتذة ومدير الكلية
فاتن الحاج
«ما أخدوا حقي، طلعت عالجامعة طرقت الأستاذ كفين وضهرت». هكذا استرد شقيق إحدى الطالبات في كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية «حقه» بيده بعد أسبوعين من «الشمشطة» والاتصالات مع النواب والمسؤولين التربويين في القوى السياسية والمسؤولين في الجامعة، كما يقول.
وفي التفاصيل التي يرويها الشقيق «أن زميل أخته تشاجر مع أحد الأساتذة الذي كان يستدرجه ليطرده، فتدخلت الشقيقة لمنع تورط زميلها ونصحته بأن لا يمد يده على الدكتور، إذ يمكن محاسبته إدارياً وقانونياً، فما كان من الأستاذ إلّا أن دفعها، وحين سألته كيف يدفعها وهي بنت محجبة، دفعها مرّة ثانية فأغمي عليها لكونها تعاني عدم انتظام في دقات القلب».
ثم يشرح قائلاً: «إننا حاولنا معالجة القضية بالأطر الأكاديمية، فرفعنا تقريراً للمدير والعميد ورئيس الجامعة من دون أن نلقى أي جواب، إلى أن أبلغني الرئيس أنّه جرت محاسبة الأستاذ والعلاقة لم تعد معه».
عندها انطلق الشقيق إلى المجمع الجامعي في الحدث وضرب الأستاذ. هنا يشير إلى أنّه لم يقصد القتل، بل الإهانة «وأتحدى أن يقدم الأستاذ تقريراً للطبيب الشرعي، إذ لم يُلحق به أي أذى»، نافياً من جهة ثانية أن تكون أخته منتمية إلى حزب معين وإلّا كانت العواقب مختلفة. وقال إنّه كان وحده لا كما جاء على موقع «nowlebanon .com» أنّ شابين ينتميان إلى جهات حزبية تسيطر على المنطقة المحيطة بالجامعة دخلا حرم الكلية واعتديا على أحد الأساتذة الجامعيين، فيما جرت اتصالات بين إدارة الجامعة والقوى الأمنية لتطويق المشكلة وسط مطالبات طلابية بتسليم الشاب الذي اقتحم حرم الجامعة».
أما الأستاذ الذي ينتمي إلى تيار المستقبل ففوجئ بشخص يجهله، كما يقول، يسأل عنه وهو يهم للسير في أحد ممرات الكلية بعد مغادرة مكتب المدير. ويوضح قائلاً: «إنني ظننته طالباً يريد الاستفسار عن قضية أكاديمية، وخصوصاً أنني رئيس أحد الأقسام، فما كان منه إلّا أن هجم عليّ وحاول قتلي من طريق الخنق، وكاد يفعل ذلك لولا تدخل المدير لإنقاذي الذي لم ينجُ هو الآخر من بعض اللكمات». وعن الحادثة التي تحدث عنها الشقيق يعلّق: «هذه قصة مفبركة من الألف إلى الياء، وأنا بريء منها، فلا أعرف الطالبة ولم أشاهدها قط، ثم إنني اكتشفت أنّ الشخص الذي اعتدى عليّ هو نفسه الذي هددني من قبل، علماً بأنّ الجميع في الكلية يعرف من أكون والمناقبية التي أتمتع بها».
من جهته، يستغرب مدير الكلية، كامل كلاكش، ما حدث ويضعه في خانة «ضرب النظام في الكلية المشهود لها بالمستوى التعليمي العالي». وعما إذا كانت هناك خلفية سياسية وراء الموضوع، اكتفى بالقول: «كل شي محتمل بهيدا البلد». يذكر أنّه تعذر الاتصال برئيس الجامعة وعميد الكلية رغم المحاولات المتكررة لذلك.
وكان أساتذة الكلية أعلنوا توقيف الدروس حتى يقتص من المعتدي وتتأمن الظروف الأمنية والأكاديمية الملائمة. كما طالبوا باتخاذ أقصى العقوبات بحق المعتدي والحرص على تطبيق القوانين. ودعا الأساتذة الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة في الجامعة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة على صعيد مختلف الكليات.