طالب مجلس طلاب الفرع الأول في كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية بإعادة مباراة الدخول إلى «الماستر ـ2» التي انتهت الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على ما سماه «عملية غش معيبة في حق الجامعة». وتحدث الطلاب عن تجاوزات شابت المباراة، الأمر الذي نفته عميدة المعهد العالي للدكتوراه
محمد محسن
بعد مد وجزر طويلين، جرت مباراة الدخول إلى شهادة «الماستر ـ2» في الإعلام. حضر بعض الطلاب من خارج لبنان للمشاركة في المباراة، فيما أخذ البعض الآخر إجازة من عمله، أمّا طلاب «الماستر ـ1» فبدوا الأكثر استعداداً، وخصوصاً أنهم لم يخرجوا بعد من أجواء الدراسة والجامعة. بدأت الامتحانات في موعدها المحدد، وانتهت كذلك. ولم يكن مستغرباً حجم التشاؤم الذي خرج به الطلاب، بعد انتهائهم من مباراة الدخول، إذ إنّ ما سبق هذه الامتحانات لم يكن ليبشّرهم بالخير، وخصوصاً حين علموا مسبقاً بأنّ الذين سيقبلون هم قلّة قليلة. أرجئت المباراة لأكثر من مرة، بعد اجتماعات ماراتونية قام بها المعنيون بالموضوع، الأمر الذي ساعد الطلاب في تحضير أفضل، وخصوصاً طلاب «الماستر ـ1»، خلافاً لما عاناه طلاب المنهاج القديم، الذين لم يتمكنوا من دراسة بعض المواد، لكونها غريبة عن مناهجهم.
تبقى هذه المعلومات روتينية اعتاد الطلاب تكرارها، لكن المستغرب في موضوع مباراة دخولهم هذه، هو ما نقله بعضهم عن مجموعة حوادث شهدتها مباراة الدخول، تتّسم بالـ«لاقانونية» و«الفلتان» الذي بدا حسب هؤلاء الطلاب مفتعلاً.
وفي التفاصيل، أنّ الطلاب (الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم) فوجئوا ببعض التجاوزات الغريبة التي شابت المباراة. فيتحدث طالب عن زميلةٍ له أنهت امتحانها، لتشارك بعد ذلك في مراقبة الطلاب. كذلك تحدّث طالب آخر عن أنّ الصف بكامله استفاد من مساعدة أحد المراقبين لزميلته في الوظيفة، حين أحضر لها إجابات عن أسئلة الامتحانات، فاضطر إلى السكوت عن تجاوزات طلاب آخرين. وبعدما أبدى أحد الطلاب اقتناعه بعدم النجاح في المباراة، شرح الأسباب قائلاً: «بدا أن الناجحين هم أصحاب وسائط ومعروفون قبل بداية المباراة». أما زميله فرأى أنّ طلاب الـM1 هم من سينجح، لأن طلاب المنهاج القديم لم يتهيأوا لبعض المواد بسبب عدم معرفتهم بها أصلاً. وطلبت إحدى الموظفات من المراقِبة مساعدتها على معالجة أربعة أسئلة من دون اتخاذ أي إجراء تأديبي بحقها، والسبب أنّ لها يداً طولى في الجامعة.
وكان مجلس طلاب الفرع الأوّل في الكلية، قد أصدر بياناً أوضح فيه سبب اعتراضه على المباراة. وجاء في البيان أنّه «بلغ حد الوقاحة، حين وجد بعض المدربين والمتعاقدين أنفسهم مضطرين لمراقبة رؤسائهم في هذه المباراة»، وأشار إلى «ضغوط مارسها هؤلاء الموظفون على المراقبين من أجل تنظيم عملية غش معيبة بحق الجامعة اللبنانية» من دون إيضاح التفاصيل.
وشرحت مصادر طلابية مضمون البيان، مشيرةً إلى أنّ «المراقبين هم من أمناء المكتبات، الذين تعرضوا لبعض الضغوط المختلفة من جانب رؤسائهم في العمل، الذين صودفت مشاركتهم في المباراة بصفة طلاب». وتتابع المصادر متسائلة كيف سمح للبعض بإدخال قواميس إلى الامتحان فيما حجب ذلك عن البعض الآخر. كذلك أبدت المصادر استياءها من تسجيل بعض الطلاب قبل يوم واحد من موعد المباراة بعد انتهاء مهلة التسجيل قبل أسبوع من الموعد. بعد هذه الجردة، طالبت المصادر بإلغاء الامتحان وإعادته، لكن تحت عباءة رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر الذي نال ثقة المصادر الطلابية، التي أكّدت التعاون مع المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، مشددة على ضرورة إشراك الأساتذة في عملية المراقبة.


الحكيم تردّ على الاعتراضات

نفت رئيسة المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة سعاد الحكيم الحوادث التي تحدث عنها الطلاب. وأشارت إلى أنّه لم يتخلل المباراة أي شائبة، وخصوصاً في ظل الرضى الذي أبداه رئيس فريق التفتيش في الجامعة اللبنانية والمفتشان اللذان حضرا معه طوال فترة المباراة، بعد طلب مباشر من رئاسة المعهد. وأكدت الحكيم في اتصال مع «الأخبار» أنّ جميع المراقبين كانوا من معهد الدكتوراه ومعهد العلوم الاجتماعية. ورفضت إلغاء نتائج «الامتحان المثالي» تحت أية ذريعة. وأكدت أنّ الطلاب الذين دخلوا المباراة بعد انتهاء مهلة التسجيل، كانوا أصحاب ملفات استمرت دراستها حتى اللحظة الأخيرة، لجهة إعفائهم من المباراة