هاني نعيم■ ■ ■
مواجهات عنيفة في حي المصيطبة مع الشرطة. خاف الشباب من خسارة الموقع المتحصّنين فيه. طلبوا عبر أجهزتهم اللاسلكيّة، التي أصبحت بديلاً من الهواتف بعد إيقاف الحكومة للشبكة لتمنع تمدد الثورة، مساندة من شباب حي طريق الجديدة وكورنيش المزرعة. حصّنوا الموقع خلال نصف ساعة، وقارعوا الشرطة. ويتقدّمون الآن أكثر باتجاه بعض المدارس في الأحياء المجاورة للسيطرة عليها.
يبدو أنّ العصيان مستمر..
■ ■ ■
تحرّكات الطلاب تشي بالكثير. إنّها تنذر بمرحلة جديدة، إذ لم تشهد البلاد احتجاجات كهذه منذ بدء الحرب الأهليّة. يوم كانت الحركة الطلابيّة ذات وزن يستطيع إسقاط الحكومات. وتحرّكات الطلاب هذه المرّة توحي بأنّه لا عودة إلى الوراء. إنّهم يصنعون ملامح نظام يحترم إنسانيّتهم ولا يصنّفهم. وجوههم تقول ذلك. إنّهم يريدون بلاداً يكونون هم المبادرين فيها، وفي موقع الفعل، النقد، القرار، والقيادة.
■ ■ ■
استفقت في الصباح، على وقع طقس بيروتيّ خفيف. تحسست الشوارع الصامتة كثيراً، قبل هطول المطر. أمّا شوارع أثينا فبقيت غارقة بصخب شبابها الثائرين حتى تتحقق مطالبهم بإسقاط «حكومة القتلة».