على بعد 2600 كلم من القطب الشمالي، تقع قرية «بابا نويل». إنّها بلدة فنلنديّة تحمل اسم روفانيمي من قرى مقاطعة لابلاند. لعبت هذه البلدة على مدى سنوات دور «منتجع خيالي» بفضل مناخها الجليدي المثالي لموسم الميلاد، وأقامت صناعة ضخمة للأنشطة السياحية في محيطها، تشمل رحلات في عربات تجرّها حيوانات الرنة، إضافةً إلى زيارات خاصة لـ«بابا نويل».يزور البلدة يومياً، أثناء موسم الميلاد، حوالى نصف مليون زائر من كلّ أنحاء العالم، مما جعل سياحة «بابا نويل» المحرّك الأبرز للاقتصاد في لابلاند، فقد بلغ دخل روفانيمي من السياحة عام 2006 حوالى 144 مليون دولار أميركي، بحسب إحصاءات مجلس السياحة في المنطقة.
تواجه القرية اليوم مشكلةً كبيرة، تتمثّل باحتمال تغيّر المناخ في المستقبل. ففي السنوات الأخيرة أصبح الشتاء أكثر دفئاً، كما أن موعد تساقط الثلوج، يتأخّر مما يهدّد بالبطالة جميع العاملين في القطاع السياحي في
روفانيمي.
يتحدّث الباحث المتخصص في سياحة الأماكن الطبيعية بمعهد أبحاث الغابات الفنلندي سيجا تولنتي أنّ المطر قد يتساقط في كانون الأوّل (ديسمبر) بدل الثلج، كما أنّ بعض الأنهار التي كانت تتجمّد في هذا الوقت من السنة بقيت مياهها جاريةً، مما يمنع السيّاح من التزلج على النهر.
ويحاول المسؤولون عن هذه السياحة الثلجيّة إيجاد خطط للتعامل مع المناخ الدافئ، كاستخدام مدافع الثلج وإعادة تخطيط رحلات السفاري، بحيث لا يكون هناك حاجة لعبور أنهار غير متجمدة للوصول إلى مزارع حيوانات الرنة، مما يعني بكلّ بساطة... وضع برنامج سياحي جديد لعيد الميلاد.
(رويترز)