المتن ـــ رندلى جبور«المجد لله» تصدح في سوق برج حمود المكتظ بشكل لافت عشية حلول عيد الميلاد وسبحة الأعياد التي تليه. على مستديرة الصالومي، يلتقط المارة صوراً للمجسم الموضوع هناك الذي يمثل أشخاص المغارة بالحجم الطبيعي، فيما تعلو أجراس بابا نويل في فضاء سوق الدكوانة، وينتشر «البابا نويلات» في سوق «نيو جديدة»، يبيعون بالوناتهم الملونة «بمبادرة فردية». ويجول قطار إعلاني لشركة تاكسيات وهو يبث أغنيات وأمنيات بالعيد عبر مكبرات الصوت، فيما يوزع «بابا نويله» البسكويت على الأطفال الفرحين «بالكزدورة» على امتداد الساحل المتني الداخلي في قاطرات يقودها بابا نويل «شخصياً»، وينتصب في آخر مقطورة فيها رجل الثلج.
«الناس ينتظرون الأعياد بحماسة هذه السنة». هذا ما بدا لنا أيضاً في جولة متنية اكتشفنا فيها عدداً كبيراً من النشاطات التي عادت بعدما كانت محتجبة في الأعوام الماضية بسبب سوء الأوضاع الأمنية. فبلدية الجديدة البوشرية السد مثلاً وزعت هدايا العيد في سوقها. وفرع الشباب في الصليب الأحمر اللبناني قسم البوشرية نظّم ما يشبه «الكرمس» للأطفال المحتاجين: رسم على الوجوه، ألعاب وأغان وحلويات. لكن الإجماع على حماسة الناس لم ينسحب على توصيف الحركة في الأسواق. فبينما لم يتمكن بعض أصحاب المحال وموظفيها من الإجابة عن الأسئلة لانشغالهم «بالعجقة بالمحل»، كان آخرون «يقطّعون سيجارة عالباب» في انتظار زبون.
«الزحمة كبيرة، ولكن ليس حركة المبيع التي لم تختلف عن السنوات الماضية». «فلا شيء فوق العادة»، والحركة تتركز في محال الأطفال ومحال الألعاب والهدايا. وغلاء الأسعار يؤثر لكنه لا يمنع الناس من شراء حاجاتها بمناسبة الأعياد.
وعبارة «الحمد لله» ترددت على ألسنة كثيرة. «فالمهم هدوء الوضع الأمني»، وهذا ما يفسّر توجه الناس بكثافة إلى الأسواق من دون تسجيل فوارق تذكر في نسبة المبيعات. ويبقى الفرق بين هذا العام وما سبقه هو تجوال الناس لمدة طويلة، فيما كانوا يقصدون في السنوات الماضية محال محددة ليبتاعوا حاجاتهم ويعودوا إلى بيوتهم «قبل الانفجار».
موسم العيد وفق التجار المتنيين بدأ أواخر شهر تشرين الثاني «ولكن على الطرق أكثر من داخل المحال» وهو لبناني بامتياز. فحركة السياح الأجانب في المنطقة محدودة، مع ملاحظة الفارق في كثافة الحركة بين سوق وآخر. فبرج حمود يشهد أصلاً حركة شعبية أوسع من غيره. يليه سوق نيو جديدة ثم الزلقا والدكوانة. أما السير فـ«واقف» في الدورة عند مداخل «السيتي مول» حيث تسجل نسبة زوار مرتفعة جداً. والأهم «أننا عدنا نشعر بجو العيد» كما يقولون لك هنا.