عرضت الطالبة في قسم الإخراج في الجامعة اللبنانية الأميركية، ميريام خوري، مسرحية «بنت الجبل» على مسرح سيلينا قربان في حرم جبيل. والمسرحية مشروع خوري لمادة الإنتاج المسرحي. وقد اقتبست المخرجة عملها عن مسرحية بالاسم نفسه لروميو لحود
جبيل ـ جوانّا عازار
تدخل ليزا، بائعة الزهور، وهي تغني «جردي»، إلى مسرح سيلينا قربان في الجامعة اللبنانية الأميركية. تلتقي الفتاة في سوق الخضار بأستاذ اللّغات والآداب، صاحب كتاب «الأبجديّة العالميّة» هنري أديب، الذي يبدّل حياتها ويحوّلها بمساعدة الدكتور جوهر خلال ستّة أشهر إلى آنسة مجتمع محترمة تجيد الكلام اللائق. في الوقت نفسه، تعمل ليلى، شقيقة الأستاذ أديب على تغيير الشكل الخارجي لبائعة الزهور، في ظلّ ممانعة والدتهما «المتفلسفة» التي ترى أنّ ابنها «لمّ ليزا من الشاغع (الشارع)».
وبالفعل ينجح الأستاذان في تغيير ليزا وتحويل شخصيّتها. وبعد ثلاثة أشهر من بدء معركة تغيير ليزا، تنتقل بائعة الزهور لتسكن في منزل الأستاذ أديب. وتكون المفاجأة الأبرز تألّق بنت الضيعة «ليزا بربور بنت خليل بو سقّا بربور من بلدة كفريانوح» خلال حفل راقص. هكذا يكون نجاحها بمثابة تأكيد نجاح مهمّة تحوّلها إلى سيّدة مجتمع راقية. في المشهد الثامن من المسرحية، أي بعد ستّة أشهر، تترك ليزا منزل أستاذها، ليجنّ جنون العائلة. وتعود في المشهد التاسع لتأخذ أغراضها وتستعيد لباس بائعة الزهور، ما يجعل الأستاذ أديب يبوح بحبّه لها ويقنعها بالبقاء لتعلو «الزلاغيط» في الصالة على وقع نثر الورود. وقد رافقت تحوّل ليزا إلى سيدة محترمة مشاهد مضحكة تفاعل معها الجمهور بصورة لافتة وخصوصاً خلال مشهد «الدكّانة» الذي تتعرّف خلاله ليزا إلى «مدام أديب»، أي عندما تتعرف «الكنّة» إلى «الحماه».
هذه هي قصة مسرحية «بنت الجبل» التي يغلب عليها الطابع الكوميدي والتي عرضت على مسرح الجامعة اللبنانية الأميركية في جبيل. وقد أخرجت المسرحية الطالبة في السنة الثانية في اختصاص الإخراج، ميريام خوري (21 سنة)، كمشروع لمادة «إنتاج مسرحي» (Play production).
«أنا من الشمال وعايشت المسرحية، أنا كمان بنت الضيعة»، تجيب ميريام لدى سؤالها عن سبب اختيارها مسرحيّة «بنت الجبل». اقتبست خوري عملها من مسرحيّة «بنت الجبل» للفنان روميو لحود التي أدى أدوارها الرئيسية أنطوان كرباج وسلوى القطريب. وأجرت خوري عليها بعض التعديلات بعدما اختصرتها لتجعل مدّتها ساعة وعشر دقائق. «وأرادت خوري إرسال رسالة أساسية من خلال عملها هذا، وهي أنّه «مهما كان منزل الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، عندما يعطى حقّه وتتاح أمامه فرص الحياة، يمكنه أن يتغيّر إلى الأفضل وأن يحقّق ما يريد».
«أشك مفكّرني أنا بنت ذكيّة»، تقول ليزا في المشهد الخامس من المسرحية، بعد أن تكون قد لفظت كلّ التعابير بالطريقة الصحيحة. ويرى الطالب أنطون أندريا (23 سنة)، الأستاذ أديب في المسرحيّة، أنّ هذا أبلغ دليل على الرسالة الأساسيّة للعمل. أندريا يخوض تجربة التمثيل للمرّة الأولى وقد خضع للتمرين مع زملائه لمدّة شهرين، «كنّا مرتاحين وأحسسنا بالمسؤولية التي تحمّلتها المخرجة»، كما يقول. ويردف: «الدور الذي لعبته في العمل كان صعباً لأننّي كنت مجبوراً أن أكون أنا دون إضافة أيّ تفصيل إلى شخصيّتي وذاتي». ويتابع: «في المشهدين التاسع والعاشر استعنت بجريدة الأخبار التي أقرأها يوميّاً وقرأتها على المسرح»، أمّا الرسالة التي استخلصها أندريا من المسرحيّة فهي أنّّ «مهما كبر الإنسان بالعلم والمعرفة وكان يتصرّف على الـetiquette (اللياقات) فإنّه سينسى كلّ ذلك عندما يدقّ قلبه وسيلحق بفتاة أحلامه حتّى لو كانت بائعة زهور».


ارتياح للتجربة المسرحية الأولى

«لم نكن ننتظر هذا النجاح الكبير للعمل»، تقول مخرجة مسرحية «بنت الجبل»، ميريام خوري، والفرح بادٍ على وجهها. وتضيف خوري: «كنت أرجو أن تنتهي المسرحيّة على خير، وحين انتهت، تمنّيت لو نكرّر عرضها»، وأنسى النجاح المخرجة ضيق الوقت والعمل تحت الضغط، وخصوصاً أنّها أنها أضافت تعديلات عدّة على المسرحية قبل يوم واحد فقط من عرضها. وفيما لم تعرف خوري حتى الآن العلامة التي نالتها، إلا أنّ أستاذ المادة أعرب حسب قولها عن «إعجابه بالعمل» الذي وصفته «بالإنجاز نسبة إلى الظروف التي رافقت تحقيقه». وفي تجربتها المسرحيّة الأولى أمام الجمهور، اختارت خوري في مشاهد المسرحيّة العشرة خمسة طلاب أدّوا الأدوار الرئيسيّة، وأربعة آخرين أدّوا أدوار الكومبارس.