البقاع الغربي ـ فيصل طعمةلم تكد شركة «نسمة» تنتهي من ورشة مدّ شبكات الصرف الصحّي في بلدة حوش الحريمة في منطقة البقاع الغربي، حتّى بدأت ورشتها الثانية في إصلاح شبكة مياه الشفة في حيّ «الحمرا» في البلدة نفسها، التي تضرّرت عند الطريق العام بسبب حفريات شبكة الصرف الصحّي، فانقطعت نهائياً عن بعض منازل الحيّ. وفي الوقت الذي ترى فيه الشركة أنّها انتهت من أعمالها في حوش الحريمة، متنصّلة من مسؤوليّتها عن تعطيل شبكة مياه الشفة تحت حجّة «أنّ الشبكة مهترئة في الأساس، وتحتاج إلى تبديل»، كما يؤكّد أحد المهندسين المتعهّدين في الشركة، كمال الدسوقي، تجد بلديّة الحوش نفسها مجبرة على ترميم الشبكة من موازنتها الضئيلة، بعدما «مللنا من المراجعات»، بحسب ما يشير رئيس البلديّة أحمد أحمد. يشرح أحمد تفاصيل ورشة «نسمة» التي بدأت قبل عامين، فيقول: «عندما انتهت الشركة من مدّ شبكة الصرف الصحّي، قامت بتزفيت الطريق، ولكن بعد التزفيت، تبيّن أنّ الشركة قطعت خلال العمل شبكة مياه الشفة في عدّة أماكن على الطريق». ولأنّ «نسمة» ليست مسؤولة عن شبكة المياه، لكونها متعهّدة مشروع الصرف الصحّي فقط، يشير أحمد إلى «أنّ البلديّة تنفّذ هذه الأعمال نيابةً عنها، رغم أنّها ملزمة بإصلاح الأضرار التي أحدثتها أثناء عملها». ويضيف إن «الأضرار لم تقف عند حدود شبكة المياه، فالحفريات التي قامت الشركة بتزفيتها عادت لتظهر من جديد بعد تفتّت الزفت، الأمر الذي يسبب حوادث وأضراراً في السيارات المارّة». من جهته، يؤكّد الدسوقي «أنّ الشركة نفّذت كل ما التزمت به ولا تزال، فالطريق لم تنته صيانتها بعد»، لافتاً إلى أنّ «التشقّقات في الطريق ناتجة من أنّ التربة هنا زراعيّة ولا يمكن أن تستقرّ بسهولة، ولا بدّ من إعطائها الوقت الكافي لذلك. مثلاً، لا بد من ترك مادّة «الدفينول» فترة لا تقل عن 90 يوماً لنقوم بعدها بتزفيت الطريق». وأكّد الدسوقي «أنّ الشركة ملتزمة إصلاح الأضرار حتّى الربيع المقبل، وستكشف على الطريق لتزفيت الأماكن المتضرّرة فيها، رغم ما نعانيه من صعوبة في توفير الزفت في الوقت الراهن»، وهو ما استفزّ بعض سكّان الحوش الذين سخروا من كلام الدسوقي على الصعوبة في توفير الزفت، مشيرين إلى أنّ «الزفت وصل حتى غرف النوم في بعض المناطق، فلماذا البخل على هذه الطريق؟». أمّا عن شبكة مياه الشفة، فيقول الدسوقي إنّ «الشركة قامت بصيانة تلك الشبكة عدّة مرّات، ونحن على استعداد لإبراز الفواتير التي تثبت صحة ما نقوله، وعدد مرات الصيانة»، مؤكّداً أنّ «المشكلة تتعلّق بالشبكة نفسها، فهي في الأساس مهترئة وتحتاج إلى تبديل، لا إلى صيانة».