عين الحلوة ــ خالد الغربيتتعالى هنية علي الأسعد (60 عاماً) على أوجاعها المتأتية من أكثر من داء لتشارك في الاعتصام أمام مقرّ وكالة الأونروا في مخيم عين الحلوة، احتجاجاً على تدنّي مستوى خدماتها الصحية، وذلك بدعوة من منظمة لجان الوحدة العمالية ومؤسسات اجتماعية تابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.
تعدّ الحاجة هنية على أصابعها «سكّري وضغط عالي وحساسية»، ثم تعدّل كيس المصل الذي جاءت به معها، وقد وضعت فيه زيتاً محروقاً بدلاً من المصل، للتعبير عن «الفساد وغش الأدوية المقدمة لنا والحالة الزفت»، تقصد الصحية والاستشفائية التي يعاني منها المرضى من اللاجئين الفلسطينيين. «نعم زفت وهدر وسياسة فاسدة تجعلنا تحت سيف القتل»، يقول محمد الجشي الذي يحمل بندقيته ويحرس مركزاً عسكرياً يقع بالقرب من مكان الاعتصام. ولأن التحرك يعبّر عنه، فقد نحّى الجشي سلاحه جانباً وجاء مشاركاً.
إحدى المشاركات، تدعى ابتسام أبو سالم، يدفعها هطول المطر للتفاؤل فتقول «ربما يغسل المطر عار من تتلوث أيديهم بتفاقم معاناة اللاجئين وموتهم»، لكن تفاؤلها سرعان ما يتبدد، إذ يبلل المطر لافتة الكرتون التي تحملها ويسيل حبر كلماتها حتى تكاد لا تعرف الجملة الأساسية المخطوطة عليها «لماذا تزيدون من وتيرة معاناتنا، من أجل التوطين؟؟».
إلى جانبها لافتات أخرى منددة بسياسة الأونروا الصحية «كفى فساداً على حساب صحة اللاجئين» و«تحسين الخدمات الصحية والاجتماعية مطلب اللاجئين من أجل البقاء أحياء»، بينما شددت الكلمات التي ألقيت على ما سمّته الموت البطيء للشعب اللاجئ. ويشير المسؤول في الجبهة الديموقراطية فؤاد عثمان إلى أن المرضى الفلسطينيين، نتيجة سياسة الأونروا، باتوا يتسوّلون حبة الدواء.
وفي نهاية الاعتصام، تليت مذكرة موجهة إلى مدير الأونروا في لبنان سلفاتوري لمباردو طالبت بسلة مطالب منها: زيادة عدد الأطباء في عيادات الأونروا، توفير الأطباء الاختصاصيين، توفير تكلفة العمليات الجراحية بالكامل للمرضى، الأخذ بسياسة وزارة الصحة اللبنانية باعتماد نسبة 6 في المئة من التكلفة على حساب المريض، مراقبة المستشفيات المتعاقدة مع الأونروا وتحمّل نفقات علاج مرضى السرطان وغسل الكلى وعمليات التمييل.