بنت جبيل ـــ داني الأمينتحوّل المشهد الجريء الذي صوّر حادثة ضرب الصحافي العراقي منتظر الزيدي للرئيس الأميركي جورج بوش بالحذاء إلى مثل يقتدى به في الحالات التي تستدعي الاستنكار والتحدّي، لا سيما عند الأطفال، حتى لو خرج الفعل عن اللياقة والأدب التربوي. ويبدو أنّ اعتبار فعل الزيدي عملاً بطولياً، قد ساق بعض الأطفال إلى القيام بأفعال منافية للأدب، على قاعدة أنّ استخدام الحذاء بات أمراً مقبولاً لا يستدعي اللوم أو العقاب.
وفي إحدى المدارس الابتدائية في مدينة بنت جبيل، عمد التلميذ في السادس ابتدائي (ن.س) إلى رمي معلمته بالحذاء، «بعدما وجّهت اللوم إليه، لأنه لم يؤدّ واجبه المدرسي». ويشير مصدر في المدرسة إلى أنّ التلميذ «معيد ومشاغب». ويقول علي جمعة، من بنت جبيل، إنّ التلميذ المذكور «كان قد شاهد على شاشات التلفاز حادثة رمي الصحافي منتظر الزيدي الرئيس بوش بالحذاء، ما أثّر به وجعله يتهاون بفعل رمي الحذاء على معلمته، رغم أنّ الأخيرة لم تعاقبه معاقبة قاسية». وفيما يرفض مدير المدرسة التعرّض للحادث، «حماية لسمعة المعلمة والمدرسة، ومخافة أن يؤثر ذلك على نفسية التلميذ المعتدي، لأنه لا يزال في سن صغير»، يوضح المدرّس علي سعد أنّ «ما حدث مؤثر ومضحك في آن، ويؤكد تأثير الإعلام على سلوك الأطفال، الذين قد يقلدون ما يشاهدون من دون أن يمتلكوا القدرة على التمييز بين الفعل الجيد والمقبول، والفعل الخاطئ والمخالف للقيم والعادات التربوية». ويبيّن المعلم فؤاد إبراهيم أنّ «ما حدث يعبّر عن احتقان في نفس التلميذ من مدرسته أو منزله، جعله يرتكب فعلته متأثراً بما شاهده في الإعلام، ومعتقداً أنه بهذا العمل يكون قد انتقم لواقعه، وحصل على التقدير المعنوي من زملائه، ونال شهرة واسعة، كما حدث بالنسبة إلى منتظر الزيدي». وتخوّف إبراهيم من «تكرار هذا العمل في أكثر من موقع، فقد ينتقم الأجير من رب عمله بضربه حذاء، بسبب الظلم الذي يمارس عليه، فحادثة الزيدي التي أيدها الملايين قد تكون المبرر للقيام بهذه الأفعال». وكانت الحادثة تحوّلت إلى «نكتة» يتناقلها الأهالي في بنت جبيل وقراها، بسبب علاقتها بحادثة الزيدي، أكثر مما هي سلوك تربوي سيئ. ورأى أحد الطلاب في بنت جبيل أنّ «عمل التلميذ قد يصبح مقبولاً، لو أنّ المعلمة قامت بعمل يؤذي كرامته». يذكر أنّ إدارة المدرسة التي ينتمي إليها التلميذ قد عمدت على الفور إلى «طرده لمدة ثلاثة أيام»، وقد تعرّض لمعاقبة شديدة من والده.