تدرّس الأكاديمية الكندية في النبطية المنهاج الكندي، معتمدة اللغة الإنكليزية لغة أساسية واللغة العربية لغة ثانية. وتخضع الأكاديمية لرقابة وزارتي التربية في مقاطعة أونتاريو الكندية، والتربية والتعليم العالي في لبنان
كامل جابر
يدخل أطفال الروضات إلى قاعة خاصة بهم، عالم مستقل تتوافر فيه المكتبة والألعاب والكومبيوتر والأدوات الموسيقية، وكذلك المرحاض و«المجلى». أما الطعام فيحضر على عربة تجول بينهم ليختار كل منهم حاجته؛ ولا يخرج منها إلا بحثاً عن الملعب الخاص والشمس أو نحو باص المدرسة.
إنّه الأسلوب التربوي الكندي، الذي تعتمده المدرسة الأكاديمية الكندية اللبنانية المميزة في النبطية، في توزيع التلامذة حسب المراحل والأعمار. وتطبق المدرسة نظرية «التعزيز الإيجابي أو Positive reinforcement»، حسب المديرة، فاطمة نعيم حيدر. تركز النظرية على النقاط الإيجابية عند التلميذ وتتغاضى عن النقاط السلبية. كما تقوم على العناية الدراسية المكثفة داخل الصفوف للتأكد من استيعاب التلميذ المادة الدراسية والتقليل من الفروض المنزلية. هنا تؤكد حيدر «أن اعتماد المناهج التربوية الكندية في مدرستنا يبتعد عن الحشو».
تخضع الأكاديمية الكندية لرقابة وزارة التربية في مقاطعة أونتاريو الكندية، ابتداءً من مناهج التعليم إلى أساليب التدريس ومواصفات الصفوف والمرافق وكفاءة الطاقم التعليمي والإداري، معتمدة اللغة الإنكليزية لغة أساسية «مع التركيز بشكل جدي وفاعل على تدريس اللغة العربية كلغة ثانية واللغة الفرنسية كثالثة»، تقول حيدر.
لكن التدريس بالأسلوب الكندي ومناهجه لا يمنع التلامذة من الخضوع للامتحانات الرسمية اللبنانية «ولذلك نوفق بين المناهج اللبنانية والكندية باعتماد مناهج دراسية حديثة ومتوافقة مع المنهاجين اللبناني والكندي، حسب مقاطعة أونتاريو الإنكليزية». وتحرص حيدر على التأكيد «أننا نخضع لرقابة وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، لذا نبدأ بتدريس المواد المطلوبة للامتحانات الرسمية في الشهادة المتوسطة كالتاريخ والجغرافيا والتربية المدنية، كمواد إلزامية في المرحلة المتوسطة، فيما نختار عناوين التربية المدنية الخاصة بنا في صفوف الحلقة الأولى، وقد حددناها بنحو 60 عنواناً».
وبالنسبة إلى تحضير مادة الإملاء، «فالأمر غير وارد في مدرستنا»، تقول حيدر لأنّ التلميذ يعتمد على تهجئته الخاصة أو على سمعه، وإن عجز فيمكن أن يستخلص من المفردات الموزعة على جدران الصف أو قاموس اللغة أو حتى الكومبيوتر الموجود في كل قاعة وصف. وعملاً بالمثل الكندي القائل «علم التلميذ الصيد بدلاً من إعطائه السمكة» على قاعدة أنّ «التلقين والحفظ الببغائي ممنوع».
وتخصص المدرسة حصصاً للتلامذة اللبنانيين، أبناء الجاليات اللبنانية في كندا وأوستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، وهم يمثّلون نحو 65% من تلامذة الأكاديمية «لإدماجهم بصورة سريعة مع المنهاج العام عبر صفوف العربية كلغة ثانية، إذ تختصر السنة ثلاث سنوات تعليمية يحتاج إليها التلميذ للغة العربية»، حسب المدير الإداري للأكاديمية هشام طقش.
ويشير طقش إلى «أن دور المدير هنا يجب أن يكون العامل الأكثر إيجابية في الأكاديمية، لذا جعلنا غرفة الإدارة من زجاج يعبر أمامها التلامذة كل يوم، يلقون التحية على المدير أو يبادر هو إليها، إذ ليس هناك ناظر، فالعلاقة مباشرة بين المدير ونحو 24 أستاذاً ومعلماً».
ويؤكد طقش أن شهادة الأكاديمية مقبولة ومعترف بها في المدارس والجامعات الكندية، ما يوفر على المتخرجين عبء المعادلات ودراسة اللغة الأجنبية «تعتمد أعمال البناء والمختبرات المختلفة والمكتبات ومناهج التدريس ومساحة البناء والملاعب الأساليب الكندية. ومعظم كتبنا اللغوية نحضرها من كندا ونبيعها بالأسعار المحددة هناك بالدولار الكندي، بعيداً عن التجارة». ويلفت إلى أنّ وزارة التربية سمحت لنا باستقبال نحو 580 تلميذاً، «لكننا لا نستوعب أكثر من 320 تلميذاً بناءً على تعليمات لجنة تربوية تحضر من هناك لتقييم المواصفات».
وتفرض المدرسة على تلامذة الأكاديمية تنظيف الملعب مرتين، في اليوم، بعد الفرصتين، قبل صعودهم إلى صفوفهم. أما في باص المدرسة، فهناك سلة خاصة بالمهملات يتوجب على جميع التلامذة استخدامها. وعند مدخل المدرسة تنشر صورة «تلميذ الشهر»، تعزيزاً لنشاط أو تفوق ما، ليس بالضرورة أن يكون الأول على المدرسة، بل مكافأة لأداء مميز قام به، وكل شهر ينضم تلميذ الشهر إلى مجموعة رفاقه ليحل آخر سيكون بين المجموعة في الشهر التالي.
ينتخب تلامذة الأكاديمية لجنتهم الخاصة «لجنة طلاب الأكاديمية الكندية»، مطلع كل سنة للتنسيق بين التلامذة والإدارة، وتكون اللجنة الصوت الناطق للطلاب باسم رفاقهم.