البقاع ــ أسامة القادريبعد تدني سعر برميل النفط من 150 دولاراً الى ما دون 65 دولاراً، وانعكاس ذلك على السوق اللبنانية، لم يخفض أصحاب المولدات تسعيرة كانوا قد رفعوها في قرى بقاعية مختلفة، إلى ما بين 100 و150 ألف ليرة في الشهر، إثر تقنين مؤسسة كهرباء لبنان القاسي. فالانعكاس الإيجابي على أسعار المحروقات الذي أوصل سعر صفيحة المازوت المهرب الذي تستهلكه المولدات في البقاع إلى 21 ألف ليرة، تضاف إليه زيادة التغذية «بكهرباء الدولة» إلى 12ساعة وما يزيد أحياناً على 18 ساعة، لم يؤد إلى خفض تعرفة الاشتراكات، ما خلق مشكلة بين أصحاب المولدات والمشتركين عند كل آخر شهر، وخصوصاً بعد إبلاغهم المشتركين الذين راجعوهم أنه لا إمكان لخفض التعرفة.
يتأفف أبو عبد القادر بدري من استغلال أصحاب المولدات في منطقة جلالا. ويشير الرجل السبعيني إلى أنه مشترك فقط بـ5 أمبير مقابل 100 ألف ليرة في الشهر، «المصيبة أنو قوة 5 أمبير لا تتجاوز 3 أمبير». يعرض كيف وافق على الزيادة من 50 إلى 100 ألف ليرة من دون اعتراض ويتابع «بس اليوم شو حجتهم ما نزلّوا سعر الاشتراك؟».
مشكلة أم أيمن حمود لا تتلخص بالاشتراك. فمعاناتها من صوت المولد بالقرب من منزلها لا تطاق، إضافة لرائحة المازوت المحترق الذي يمنعها من فتح نافذتها صيفاً وشتاءً. أما التسعيرة؟ «خرب المولد أربعة أيام وكهربا الشركة زادت ساعاتها وبأخر الشهر اجا الجابي بدو 120 ألف ليرة ولما اعترضت هددني بقطع الخط». عدنان أبو هيكل مشترك أيضا بـ10 أمبير للسوبر ماركت التي يملكها مقابل 120$ في الشهر. يؤكد أيضاً «ليست التعرفة فقط ما نشكو منه، بل القوة الفولتية الحقيقية. ما يضطرنا لأن نطفئ العديد من الأنوار وبعض البرادات».
يندم مروان أبو محمود على الأشهر الماضية التي خسر فيها مئات الآلاف مقابل حصوله على كهرباء المولد. يندم لأنه لم يمتثل لنصيحة صديقه بشراء ups وبطارية للتغذية بالتيار الكهربائي من دون أي كلفة إضافية. قاسم حسين رفض بدوره تهديدات صاحب المولد، شارحاً الفرق بين مولده والاشتراك بعملية حسابية «نحتاج للكهرباء ليلاً وكهرباء الدولة بتيجي يوم ايه يوم لأ. يعني بالشهر 15 سهرة. والسهرة تكلفني 3000 ليرة يعني 45 ألف ليرة بالكتير أي بفارق 60 ألف ليرة بالشهر».