هاني نعيمينضم إلى لائحة الأندية في الجامعة الأميركية في بيروت، نادٍ جديد هو «النادي العلماني». لكنّ النادي لم يصبح رسمياً بعد، فهو ينتظر، حسب علي أبو ديّة، أحد المؤسسين، استكمال الخطوات الروتينيّة والإداريّة مع الجامعة، ما يرجئ المباشرة بخطة العمل حتّى الربيع المقبل.
يروي أبو ديّة قصّة النادي، وهو يجلس على «مقعد البدايات» كما يسمّيه. «على هذا المقعد، كنّا نجلس خمسة طلاب، نُطلق نقاشات واسعة وطويلة». مع الوقت أصبحت النقاشات تجذب عدداً أكبر من الطلاب، وأحياناً، كان العدد يصل إلى نحو 30 طالباً. كانت حوارات الشباب تتناول الثقافات والأديان والطوائف والحرب الأهلية، واكتشفوا مع الوقت أنّ لديهم طاقات يمكن «تفجيرها». ثم راحت الأفكار لديهم تتجه نحو العملانية، «علينا أن نفعل شيئاً في الجامعة». من هنا انطلق النادي.
يدعو النادي إلى ضرورة تقييم الأفكار والمبادئ والأشخاص على أسس فكرية وثقافية لا طائفية، ورفع مستوى التفاعل بين الفئات الاجتماعية في الجامعة بغض النظر عن الخلفيات الطائفية لها. «نحن متفائلون جدّاً حيال إمكان تغيير عقليّة الطلاب»، يجيب علي بحماسة. يجمع النادي شباباً من خلفيّات اجتماعيّة وسياسية وفكرية مختلفة، ويشارك في تأسيسه موسيقيّون، رسّامون، مسرحيون... تراوح أفكارهم بين الليبراليّة واليساريّة، وتجمعهم العلمانية. يتدخّل أحمد نور الدين، عضو مؤسس، «بيننا متديّنون أيضاً»، مؤكّداً أنّ النادي ليس ضد الدين. وسيعمل النادي على التعريف بالعلمانية ومحو المغالطات حولها، «وخصوصاً أنّ الكثيرين يخلطون بينها وبين الإلحاد»، كما تقول نسرين شاعر، إحدى المشاركات في تأسيس النادي.
و«منعاً للارتهان السياسي»، سيعتمد النادي على التمويل الذاتي، عبر تنظيم نشاطات موسيقيّة ومسرحيّة وغيرها، إضافة إلى المخصصات التي تقدمها الجامعة لكل ناد.
أعلن النادي أنه لن يرشّح باسمه طلاباً لانتخابات الجامعة. وترك لأعضائه الحريّة بالمشاركة فيها، انتخاباً وترشيحاً، «شرط عدم تعارض ذلك مع مبادئ النادي»، حسب تعبير نور الدين.
يقول: «الكثير من الجهات الطائفية داخل الجامعة لا يناسبها وجود أفكار علمانية هنا، وهي تعمل على محاربتنا حتى قبل انطلاق النادي». وبالنسبة إليه، هذا يدل على صعوبة الطريق، ولكن ما يريح هؤلاء الشباب هو «الجو الإيجابي في صفوف الطلاب، والاندفاع لديهم يزيدنا عزماً على العمل أكثر».
بخصوص القرارات داخل النادي، يقول أبو دية «سنحاول قدر الإمكان أن يشترك كل الأعضاء في عمليّة اتّخاذ القرار»، ويختصر «ستكون عمليّة شعبويّة وتؤمن المساواة للجميع. هذا أحد مبادئ العلمانيّة».
وعن الشؤون الطلابية والأكاديمية، يقول المؤسسون إنّهم سيعملون مع أيّة جهّة في سبيل مصلحة الطلاب. وقد بدأوا ببلورة عدد من الأفكار في هذا الخصوص. وتؤكّد نسرين «أنّ النادي غير مسيّس، هو لكل علماني يريد نافذة يعبّر من خلالها عن أفكاره». فما يميّز النادي «هو تركيزه على العلمانية، دون الدخول في زواريب السياسة»، كما يقول نور الدين.