فداء عيتانيأنا، وبصفتي وما ومن أمثل أقرّر، أنّ 14 آذار نجحت في إنشاء المحكمة الدولية، ولا يأخذني هم بأنّ المحكمة لم تجد تمويلها بعد، ولا مضبطة اتهام، وقرّرت أن قوى 14 آذار مجتمعة، قد نجحت في إخراج الجيش السوري من لبنان، رغم أننا لم نتمكن من السير في الشارع من دون خوف أو قلق منذ ذلك الحين. ونجحت كذلك القوى التي أتزعّمها، وبسلطة طائفتي السنّية، في حصد أغلب المقاعد في انتخابات عام 2005، ولو كان ذلك عبر مخادعة حزب الله والاستفادة من بساطته السياسية التي بلغت حدّ الغباء، قبل أن ننقلب عليه وعلى «الحلف الرباعي» الطيب الذكر والأثر.
وكذلك قررتُ أنني وعمّو فؤاد السنيورة، نجحنا ـــ بغض النظر عن انعدام نتائجه الفعلية ـــ في مؤتمر «باريس3».
وأنا، وبصفتي من أهل السنّة والجماعة، ومن الخلف الوهابي للسلف الصالح، قررت ألا قاعدة في لبنان، فلا تنظيم ولا شبكات ولا من يحزنون، ومن غيري أدرى بما لدى أهل السنّة من خلايا وتنظيمات؟ وأهل مكة أدرى بشعابها.
وإن كان الحديث عن خالد الضاهر، فالرجل عرض خدماته الفذة، والدليل هو الثأر لما حصل في بيروت عبر مجزرة القوميين السوريين. أما الشيخ الجوزو، فهو يتحدث غبّ الطلب وأنتم أدرى، هذا لا يعني أن الضاهر لم يكن من رجال سوريا في لبنان حين كان الوالد كذلك.
من أين أتت «القاعدة» إلى لبنان؟ بعض الخلايا أتت عبر الحدود السورية، وبغض النظر عن العشرات من السعوديين الذين دخلوا إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ومن معابر أخرى، ونظّموا مجموعات وخلايا لمصلحة تنظيم «القاعدة» الأم. ألا يكفيكم دليلاً على ما أقول أنّ بعض الخلايا دخلت من الحدود اللبنانية ـــ السورية؟ ولو تهريباً؟ أساساً أنا متساهل إلى حد أنني أناقش هذه الأمور، فقد قررت ألا «قاعدة» في لبنان وانتهى الأمر... لا لم ينته تماماً، بل أنا أتحداكم، فالإرهاب يأتي من دولة.
ثم، ألا تذكرون أننا أوّل من وقف لفظياً ضدّ «فتح الإسلام»؟ كان يومها أحمد؟ أم مصطفى؟ أم سمير؟ من الذي وقف؟ ربما عمّو فؤاد، لا أذكر ولكنني أذكر جيداً أنّنا وقفنا ضد ظاهرة «فتح الإسلام» بينما كان الآخرون يضعون «خطوطاً حمراً».
لا بأس بتدمير مخيم يسكنه 40 ألف إنسان، المهم أن 500 مقاتل من «فتح الإسلام» قد انتهى أمرهم، وإلى مخيم جديد، ثم من أين أتى هؤلاء المقاتلون؟ من سوريا طبعاً، مع أن أكثر من مئة منهم من الجنسية السعودية، ولكن لا فرق، فالسعوديون يومها أحبّوا السياحة الجهاديّة، وغرّر بهم السوريون فجاهدوا ضدّنا، فأبدناهم... لفظياً طبعاً، فمشروعنا «مشروع الدولة»، وشركات الأمن الخاصة. أمّا المجموعات التي التحقت من صيدا وطرابلس والبقاع بـ«فتح الإسلام»، فهم من الذين ضُلّلوا وأُغروا بالمال، ولا أذكر بالضبط أموال من كانت، أموالنا أو أموال إيران التي يكفّرها هؤلاء، ولكن أذكر جيداً أن المال لعب دوراً.
ومن يكون هؤلاء القضاة اللبنانيّون ليحكموا على عشرات الشبان وعشرات الخلايا بالعمل لمصلحة «القاعدة»؟ كل هذه الأحكام وكل ما جمعته أجهزة الاستخبارات مبني على مؤامرة، وكلها ينقصها عبارة أن «القاعدة» هذه، مستوردة من سوريا، ففي النهاية أنا الزعيم السنّي وأنا أقرّر ما يجب أن يكون، والأحكام القضائية والتحقيقات الأمنية تخدم ما أقول.
ثم أتريدون دليلاً إضافياً غير كلمتي الحقّة؟ لماذا لم تعلن «القاعدة» عن أيّ من العمليات؟ لأنها ليست من نفّذها، بل سوريا، ولأن سوريا نفّّذتها، فإنّ «القاعدة» لم تعلن عنها. بسيطة جداً المعادلة، فلماذا لا تقتنعون؟ بغض النظر عن أن «القاعدة» في الأعوام الأخيرة باتت تنتقي ما تعلن عن مسؤوليته وتبنّيه من عمليات، فلأنّ سوريا هي من نفذت الاغتيالات، لم تعلن «القاعدة» عن مسؤوليتها، وكذلك تفجير دمشق، فسوريا هي التي أرسلت سيارة مفخخة إلى عاصمتها وفجّرت «فرع فلسطين» التابع لاستخباراتها، لأنّ الإرهاب يأتي من سوريا، ونقطة على السطر!
ثم نحن تمكنّا من الإمساك بخلايا عديدة، دعكم من أن حسن نبعة اشتبك مع الأمن السوري في سوريا، وأنه تمكن من خوض معركة الفلوجة الأولى ضدّ الأميركيين، فحسن نبعة أُرسل ليضلّل التحقيقات وهو عميل سوري برتبة جهادي.
ثم أنا أتحدّى سوريا، ولمَ لا؟ ألم تتحدَّ برجا واشنطن في الماضي؟ أنا أيضاً أتحدى سوريا، فلنذهب إلى لجنة تحقيق، ولنرَ.
أما وإنّي زعيم الطائفة السنّية، فقد قرّرت كل ما سبق، ومهرناه بصورتنا وصوتنا عبر الأثير الروسي، فهكذا بلاد تُقاد من حكّام مثلي، وإذا رفضتم التحاور معي فحاوروا الشيخ أسامة بن لادن، أو سمير جعجع لا فرق.
* ملاحظة: للاستزادة، مراجعة تصريحات النائب سعد الحريري على تلفزيون «روسيا اليوم»