بدأت المعركة الانتخابية في البقاع الغربي بواسطة «السلاح التربوي». إذ أطلقت كلّ من قوى 14 آذار، والمعارضة سابقاً، مشاريعهما استقطاباً للأصوات
فيصل طعمة
على عتبة الانتخابات النيابية، وفي ظلّ كثرة الحديث عن معركة «حامية» في منطقة البقاع الغربي، تعمل كل التيارات السياسية على تقديم خدمات مختلفة إلى المواطنين في محاولة لكسب أصوات انتخابية سلفاً.
لكن اللافت هو التسابق بين الأطراف السياسية، ولا سيّما قوى 14 آذار، و«المعارضة» سابقاً، على الخدمات التربوية والتعليمية.
تكثر في المنطقة المؤسسات التربوية التابعة لقوى محسوبة على «المعارضة»، وهي الجامعة اللبنانية الدولية LIU، وصاحبها الوزير السابق عبد الرحيم مراد، إضافة إلى معهد البقاع المهني والتقني، وهو مشروع مشترك بين وزارة التربية والتعليم العالي و«جمعية التنمية الاجتماعية والثقافية» الخاصة التابعة لمؤسسات «الغد الأفضل» المحسوبة هي أيضاً على «المعارضة»، والذي يضم ما يقارب ألفي طالب. وتقدّم هذه القوى المنح للطلاب، وخصوصاً لذوي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيّئة.
أما في المقلب الآخر، فلا يبدو الوضع مختلفاً، وإن كانت «المساعدات» الأكاديمية تقدّم بشكل فاضح. إذ بدأت قوى الرابع عشر من آذار بتأسيس مشاريع تربوية وتقديم منح وصلت قيمتها إلى ألف دولار أميركي للتعلّم في الجامعة اللبنانية. فافتُتح معهد التنمية للعلوم والمهن بالتعاون مع «جمعية التنمية الاجتماعية» التابعة لتيار المستقبل، في بلدة جب جنين، قبل أيام قليلة من بدء العام الدراسي في المدارس المهنية. وافتتاح المهنية قد تأخر «لأسباب تقنية»، كما يقول بعض المعنيين. وقد أصرّ ناشطون موالون على افتتاح المهنية رغم تأخّر الوقت، حتى وإن كلّف الأمر بعض الخسائر المادية. إذ لم يتجاوز عدد الطلاب المسجّلين مئة طالب في الاختصاصات التي شملها المعهد، وهو ما فسّره بعض أهل المنطقة بأنّه «خدمة انتخابية ترغب الموالاة من خلالها في كسب أصوات إضافية».
وكان معنيون في المهنية قد أكدوا أنّ المدرسة سوف تغطّي جميع الاختصاصات، علماً بأن المبنى الذي تستخدمه هو مبنى الثانوية الرسمية القديمة، الذي يفتقر إلى الكثير من التجهيزات الفنية والتقنية التي يتطلّبها التعليم المهني، كالمختبرات والمشاغل وغيرها. كذلك كثر الحديث عن صراع على إدارة المدرسة بين المحسوبين على تيار المستقبل والناشطين الفعليين.
وبالعودة إلى الانتخابات النيابية السابقة، يبدو المشهد مشابهاً. إذ افتتح المعهد الجامعي للعلوم التطبيقية والاقتصادية (CNAM) كمشروع مشترك في المنطقة، بين الجامعة اللبنانية والكونسرفاتوار الوطني للفنون والمهن، في باريس، رغم اختيار أحد طوابق الثانوية الرسمية في بلدة غزة البقاعية مقرّاً للمعهد، من دون الأخذ بعين الاعتبار غياب المعايير الفنية الضرورية من مختلف النواحي. «يذكّرني هذا المبنى بمبنى كلية الحقوق والعلوم السياسية ـــــ الفرع الرابع في الجامعة اللبنانية، الموجودة في بناية سكنية، وباحتها طريق عام تمرّ عليه السيارات، ما يجعله غير صالح ليكون كلية جامعية»، يقول أحد طلاب المنطقة. وقد أطلقت يومها تطمينات بأنّ مبنى جامعياً خاصاً سينجز في منطقة البقاع الغربي، من دون أن تحقّق أيّ من «الموالاة» أو «المعارضة» ذلك حتى الساعة.