القصر ـــ رامي بليبل..... وأخيراً انتهت القصّة، وجرت المصالحة معلنة انتهاء مسلسل الثأر العشائري الذي قارب عمره الثلاث سنوات بين عشيرتي آل ناصر الدين (لبنانية) وعرب المكالدة (سورية) في بلدة القصر على الحدود السورية اللبنانية شمالاً. مسلسل الدم الذي بدأ صغيراً وتصاعدت أحداثه وتشعبت حاصدةً ستة قتلى: شقيقين من آل ناصر الدين هما جمال ورضا، واثنين من عرب المكالدة هما زياد وسليمان، واثنين سقطا قتيلين جراء خطأ ثأري وقع داخل الأراضي السورية، أحدهما من أبناء بلدة القصر والآخر من أبناء بلدة أكروم الشمالية، أضفى طيلة الفترة الممتدة من لحظة اشتعال الأزمة وحتى إتمام المصالحة أجواء توتر وقلق بثت خلالها العديد من الشائعات التي وصلت إلى حدود الفتنة المذهبية. قيادة حزب الله كانت قد بذلت جهوداً بمؤازرة وجهاء عشيرة آل جعفر وبعض القيادات السورية واللبنانية لتحقيق المصالحة. وكانت لجنة المصالحة قد انطلقت من منزل راشد جعفر في سهلات الماء واجتمعت في منزل النائب السابق علي حمد جعفر بحضور عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك، يرافقه النواب حسين الحاج حسن وعلي المقداد ونوار الساحلي ومروان فارس وإسماعيل سكرية. وشارك أيضاً أعضاء مجلس الشعب السوري محمود الفدعوس وحسين رحمة ومحمد صفوف. ومثل الجهة السورية في لجنة المصالحة الشيخ مصطفى ضاهر ووفد من تجمع علماء مدينة حمص. وحضر مهرجان المصالحة الوزيران السابقان فايز شكر وطلال الساحلي.
ووفقاً للعادات العشائرية المعمول بها، اصطحب الحضور وفد عشيرة المكالدة إلى حسينية بلدة القصر، حيث جرت المصالحة في احتفال حاشد، واختتم مهرجان إعلان المصالحة بتبادل للهدايا والمصافحة بين الأفرقاء المتخاصمين.