«تصميم طفل المستقبل» من العناوين التي تحتل مساحة كبيرة في اهتمامات مراكز أبحاث أميركية وأوروبية، ويتزايد الجدل حول مدى «أخلاقية» هذه الممارسة. ويبلغ التصميم أموراً متعددة كتحديد لون شعر الجنين أو بشرته أو حتى طوله ومستوى ذكائه. وفي تحقيق نشره موقع «سي أن أن»، قال باحثون من جامعات أميركية، إن التطوّر المتسارع في المعرفة العلمية للجينوم البشري وقدرة العلماء المتزايدة على إحداث تغيير أو تعديل في الجينات البشرية، أمران يجعلان سيناريو «تصميم» طفلك أمراً محتملاً في المستقبل القريب.وقد أصبحت تقنية المسح الجيني مستخدمة فعلاً، حيث يمكن اختيار الأجنّة بحسب الجنس، وفحصها لمعرفة ما إذا كان فيها جينات لأمراض وراثية محددة، وهو ما قد يؤدي إما لإجهاض الجنين، أو للاحتفاظ به إذا ما جرى تحليل الحمض النووي DNA للبويضة في مرحلة مبكرة قبل زرعها عبر إجراء التخصيب الصناعي وفصل الجينات الحاملة للأمراض الوراثية عن تلك السليمة.
وكان علماء بريطانيون قد طوّروا أخيراً اختباراً أطلقوا عليه اسم «Genetic MoT». يقدم الاختبار أسلوباً عاماً حول مسح الأجنّة بحثاً عن أمراض باستخدام تقنية جديدة لمسح خريطة الجينوم، وهي أكثر فعالية من الأساليب السابقة.
ويقول العلماء إن الفحص يجري على جنين ملقّح اصطناعياً قبل تثبيته للحمل به شرعاً، ما يسمح للأطباء بإجراء مسح لمجموعة جينات تمثّل مخاطر عالية، كحمله أمراضاً وراثية مثل مرض السكري وأمراض القلب والسرطان.
ويقدر العلماء أن تبلغ كلفة الفحص أو الاختبار إذا رخّصت العمل به سلطات الطب والتخصيب البشري في بريطانيا، ثلاثة آلاف دولار.
وبحسب العلماء فإنهم سيكونون قادرين في المستقبل على «علاج» الجينات التي تحمل المرض وهي في الأجنة، عبر استبدال الجزء الذي يحمل عيوباً في الحمض النووي بحمض نووي سليم، وهي تقنية يطلق عليها «Germ Line Therapy» التي طبقت على أجنّة لحيوانات لكن استخدامها ما زال محظوراً على الأجنة البشرية.