الجمعة المقبل هو الموعد المحدّد للانتخابات في جامعة القديس يوسف. المعركة بدأت مع مطلع الأسبوع الانتخابي، فوزّعت الأطراف البرامج السياسية وأسماء المرشحين، في ظلّ توقعات الطرفين المتنافسين بالفوز في أغلب الكليات. ورغم التنافس الشديد، لم تقع حتى الساعة أي إشكالات بين الطلاب
ليال حداد ـ ديما شريف
بدأت المعركة. هذا أقلّ ما يقال عن الأجواء السائدة في كليات جامعة القديس يوسف قبل أيام قليلة من الانتخابات المنتظرة الجمعة المقبل.
اتهامات، واتهامات مقابلة، توقّعات، وتوقّعات معاكسة، وحماسة طلابية تنذر بمعركة حامية في أول انتخابات طلابية هذا العام. يؤكد التيار الوطني الحرّ وحلفاؤه احتفاظهم بكل الكليات التي فازوا بها العام الماضي، ويعِدون باختراق في كليتي إدارة الأعمال والحقوق، فيما يتحدّث مسؤولون من 14 آذار عن واقع مختلف عن العام الماضي، ويؤكدون الفوز بعدد من الكليات وتحقيق اختراقات في كليات أخرى.
«هناك حزازات بين الطلاب، لا تتخطّى حدود الكلام، فالوضع هنا ليس كما هو في هوفلين»، تقول المرشّحة المستقلة المدعومة من المعارضة، في كلية العلوم الإنسانية كالين فرح. تؤكّد فرح أنّ الهدف من الفوز هذه السنة هو بالدرجة الأولى خدمة الطلاب، لا إيصال فريق سياسي بدلاً من آخر. بدوره، يتحدّث الطالب عمر الخطيب، وهو مناصر لتيار المستقبل في الكلية، عن نتيجة قد تكون مغايرة عن العام الماضي في الكلية. ورداً على الاتهامات بأنّ لائحة 14 آذار تتألف بمعظمها من «مستقبليين» على حساب مرشحي القوات اللبنانية، ينفي الخطيب أي خلافات بين الطرفين، «لقد انسحب بعض مرشحي القوات لأسباب أجهلها». في هذا الإطار، يلفت مسؤول القوات في الكلية رينيه بولس إلى أنّ كل الشائعات بشأن الخلاف مع «المستقبل» غير صحيحة، «فقد سحبنا أحد مرشحينا بهدف تركيز الأصوات على معركة الرئاسة».
وفي ظلّ هذه التجاذبات، يرفض الخطيب شرح سبب اختيار «ألفابيه» عنواناً للائحة 14 آذار إلى الحوار المفترض بين الطرفين يوم غد «وقد نؤجّل إعلان السبب إلى ما بعد الانتخابات»!
من جهته، يؤكد مسؤول الحزب الشيوعي اللبناني في الجامعة اليسوعية، فيصل صفير، أن الشيوعيين لديهم حجم مهمّ يؤثر على التصويت في الجامعة، وهم اتخذوا قراراً بعد كلمة الأمين العام للحزب الدكتور خالد حدادة في احتفال الحزب في الأونيسكو الأحد الماضي، بعدم التصويت المبدئي، «ونحن سنلتزم ذلك». وسيتحالف الشيوعيون مع المعارضة في كل الكليات. أما في مجمّع «هوفلين» فتبدو المعركة أكثر احتداماً. فـ«أم المعارك» تجري هناك كل عام، والتنافس على أشدّه، وخصوصاً بعد «صدمة» كلية «إدارة الأعمال» التي تلقتها المعارضة العام الماضي، مع فوز 14 آذار برئاسة الكلية. «فقد نام الفريق الآخر على حرير بعد فوزه العام الماضي، فيما قمنا بما علينا وننتظر النتيجة»، يقول الناشط بالتيار في المجمّع داني ديب.
لذلك اختار التيار الوطني الحرّ ترشيح ناشط في التيار لرئاسة الهيئة في كلية الحقوق «في السنوات الماضية كان مرشحنا للرئاسة غالباً ما يكون مستقلاً مدعوماً من التيار، أما هذا العام فنقولها بصراحة: مرشحنا عوني 100%»، يصرّح ديب متوقعاً أن تكون النتائج أفضل من العام الماضي. أما مسؤول القوات اللبنانية في المجمّع، مارون خوري، فرفض أن يتحدّث إلى صحيفة «الأخبار».
يذكر أنّ الانتخابات الطلابية ستشمل كل كليات جامعة القديس يوسف، وعددها إحدى عشرة كلية في بيروت، وهي: الطبّ، الصيدلة، العلاج الفيزيائي، العلوم الإنسانية، الهندسة، العلوم، المعهد الوطني للاتصالات والمعلوماتية، الحقوق، العلوم السياسية، العلوم الاقتصادية، إدارة الأعمال، إضافة إلى إحدى عشرة كلية في مجمعات البقاع والشمال والجنوب.


برنامج انتخابي «فاخر»

أصيب طلاب «المعارضة» أمس بصدمة كبيرة. فقد فوجئوا بطلاب 14 آذار في مجمع «هوفلين» يوزّعون برنامجاً انتخابياً أقلّ ما يقال عنه أنه «فاخر» ويصلح ليوزّع في الانتخابات النيابية.
كتاب من 65 صفحة ملوّنة ولامعة، إضافة إلى غلاف سميك أسود، وزّع على آلاف الطلاب في المجمّع، في كلفة «لا تقلّ عن عشرة آلاف دولار للطبع فقط»، كما أكّد مسؤولون في التيار. وداخل الكتاب مغلّف يضم أسماء المرشحين في كل كلية. ويتضمّن البرنامج رحلة إلى النمسا، أنشطة لمكافحة التلوّث والاحتباس الحراري، نشاطات إنسانية، وتوفير تدريب في المؤسسات للطلاب. أما برنامج «المعارضة» فيتضمّن أيضاً مشاريع سفر وترفيه، إضافة إلى توفير مواقف لسيارات الطلاب ومنح طلابية.