لم تعثر الأجهزة الأمنية اللبنانية بعد على أي دليل يمكّن من كشف قتلة وزير الصناعة الراحل بيار الجميّل. فإفادة موقوف من «فتح الإسلام» عام 2007 احتاجت إلى دليل حسّي. فهل تقدّمه بندقية عبد الغني جوهر؟
حسن عليق
كشف مسؤول أمني واسع الاطّلاع لـ«الأخبار» أن أحد أفراد شبكة عبد الغني جوهر نقل عن الأخير قوله إن البندقية التي يملكها استُخدِمت في اغتيال الوزير بيار الجميل يوم 21/11/2006. وأضاف المسؤول إن البندقية المقصودة (تطلق رصاصاً من عيار 9 ملم) ضُبِطت خلال دهم إحدى الشقق التي كان يستخدمها جوهر، وعُرِضت يوم 13 تشرين الأول في وزارة الداخلية بين المضبوطات التي صادرتها الأجهزة الأمنية.
وأشار المسؤول إلى أن الموقوف الذي أدلى بما ذُكِر هو قاصر اعترف خلال التحقيق معه لدى فرع المعلومات بأنه شارك مع جوهر في زرع العبوة التي استهدفت مركز استخبارات الجيش في بلدة العبدة العكارية يوم 31 أيار 2008.
وبناءً على إشارة القضاء، سُلّم السلاح المضبوط إلى لجنة التحقيق الدولية، التي أرسلته بدورها إلى مختبرات في هولندا، بهدف مقارنته بالمقذوفات والمظاريف الفارغة التي ضُبِطَت في مسرح جريمة اغتيال الجميل في الجديدة. وحتى مساء أمس، لم تكن نتائج التحاليل المخبرية قد صدرت بعد.
التحقيق في اغتيال الجميل كان قد توقّف عند ما ذكره المتهم بالانتماء إلى «فتح الإسلام» الموقوف أحمد مرعي (أوقِف في الأشرفية في أيار 2007). فالأخير سمّى في إفادته 6 أشخاص من «فتح الإسلام» قائلاً إنهم أكّدوا له مشاركتهم في اغتيال الجميّل. وتبيّن أن معظم من سمّاهم مرعي قُتِلوا عشية اندلاع معارك نهر البارد، وبالتحديد في اشتباكات شارع المئتين ليل 19 ـ 20 أيار 2007. وبعدما أخذَت عينات من أجساد هؤلاء، لم تتقاطع نتائج الفحوص المخبرية التي أجريَت عليها مع أي من العينات المأخوذة من مسرح جريمة اغتيال الجميل. وذكر مرعي أن بين من شاركوا في اغتيال الجميل فلسطيني ملقّب بـ«أبو الشهيد». إلا أن المذكور بقي في مخيم نهر البارد طوال المعارك، وترجّح المعلومات الأمنية أنه أحد الذين تمكّنوا من الفرار من المخيم برفقة شاكر العبسي. وأشار مسؤول مطلع على التحقيقات إلى أن عدداً من مضبوطات إحدى شقق شارع المئتين تعود إلى «أبو الشهيد»، ويتضمن بعضها تسجيلات مصورة لعمليات اغتيال حصلت في العراق مشابهة للتي استهدفت الوزير اللبناني الراحل. ورغم أن جزءاً كبيراً من المعلومات التي أدلى بها مرعي هو موضع تشكيك بسبب تعدد ارتباطاته الاستخبارية، فإنّ مسؤولاً أمنياً رأى أن إحدى روايات مرعي المتعلقة بجريمة اغتيال الجميّل «تستحق التوقف عندها». إذ إن مرعي نقل عن مشاركين مزعومين في الجريمة قولهم إنهم، بعد تنفيذ الجريمة، انتقلوا باتجاه البقاع عبر الحازمية في سيارتين، إحداهما هي هوندا CRV، سوداء اللون، كان شهود عيان قد ذكروا أنها أجبرت سيارة الوزير الجميل على التوقف عبر الاصطدام بها. وعند وصولهم إلى مستديرة الصياد، اصطدمت الهوندا بمرآة سيارة كانت مارة في المكان. وأكّد المسؤول الأمني أن مراجعة سجلات الشرطة في ذلك اليوم بيّنت أن أحد المواطنين كان قد ادعى أمام أحد المخافر أن سيارة رباعية الدفع اصطدمت بمرآة سيارته، وكسرتها عند المستديرة المذكورة. وكان المدعي لا يزال محتفظاً بالمرآة، فضُمّت إلى المضبوطات التي سلّمت للجنة التحقيق الدولية، إذ إن آثار طلاء السيارة الصادمة كانت لا تزال موجودة عليها.