علي صفاالمخاوف المتزايدة من آثار الانهيار الاقتصادي العالمي، يتنبّأ بها محللون اقتصاديون كبار أنها ستدفع بالمارد الاقتصادي الصيني النائم إلى أن يكون المرشح للتربع على عرش النظام الاقتصادي العالمي الجديد. فالولايات المتحدة كانت تهاب ضخامة الاقتصاد الصيني، وكانت تراقب جبروت نموه والخيوط التي كان ينسجها مع مختلف الاقتصاديات العالمية، إلى حد أنه استطاع جذب معظمها إلى داخل الصين، فبنت أضخم الشركات العالمية على مختلف أنواعها. ومعظم معاملها هناك أصبح مصدر إنتاجها الصين، فسارع الاقتصاديون الأميركيون إلى حث الإدارات الأميركية المتعاقبة على بناء سلاسل وقيود حديدية اقتصادية تضبط ذلك المارد، وتجبره على تأخر قيامه وفرض قراره على الاقتصاد العالمي. ذلك أنه منذ سنوات اضطرت الولايات المتحدة وبعض حلفائها إلى التآمر وافتعال أزمة في الأسواق الآسيوية، أدت إلى سقوط أسهم بورصاتها، فانكمش إنتاجها، وهوت عملاتها، ما دفع بمستثمريها للهرب.
اليوم ينقلب السحر على الساحر، والأزمة في عقر الدار الأميركية، والإدارة السياسية والاقتصادية الحالية لا تنام الليل في التفكير بابتداع حل لإنقاذ نظامها، أو على الأقل كيف تضرب الأسواق الأخرى كي لا يفر من عندها المستثمرون إليها.
أما في لبنان، فهل يستطيع القيمون على النظام الاقتصادي أن يقتنصوا فرص الانهيار في ابتداع خطط جذب الاستثمارات التائهة، أم سنبقى متفرجين نضرب الكف بالكف أمام تزايد ديننا العام، من دون إيجاد حلول عبقرية لإنقاذ سويسرا الشرق؟