قب الياس ـ نيبال الحايكفشلت محاولات أهالي قرى في البقاع الأوسط في لجم طمع أصحاب المولّدات الكهربائية الخاصة. فانخفاض سعر المازوت المتزامن مع ارتفاع ساعات التغذية بالتيار الكهربائي الرسمي لم يضع حداً لجشعهم، هكذا لم يخفضوا «فواتيرهم» مستفيدين من الفوضى العارمة التي تسيطر على قطاعهم، ومن غياب الرقابة الرسمية.
ولأن آخر الدواء الكي، فقد أطلقت جمعيات أهلية محلية في البقاع الأوسط مبادرات تجبر أصحاب المولدات الكهربائية على إبقاء تعرفتهم «ضمن المعقول والمقبول». ففي مدينة قب الياس بادرت جمعية التجار إلى «إجراء المقتضى» وشراء مولد كهربائي يوفّر الطاقة للمؤسسات التجارية بعد فشل جميع محاولات إقناع أصحاب المولّدات بخفض أسعارهم، التي «لم تعد تطاق»، وفق وصف أحد تجار المدينة. ويقول في هذا الصدد رئيس لجنة تجار قب الياس عبد الكريم حاطوم لـ«الأخبار» إن اللجنة: «اشترت مولداً كهربائياً بسعر 85 ألف دولار، لتأمين التيار الكهربائي للمؤسسات والمحالّ التجارية بالدرجة الأولى»، مشيراً إلى أن «النية تتّجه لشراء مولد آخر يوفر الكهرباء لمن يريد من الأهالي وبأسعار مدروسة». ويضيف حاطوم إن سعر «كيلو الكهرباء فقط بـ 600 ل.ل، فيما هو أكثر من ألف ليرة عند أصحاب المولّدات الأخرى»، وأوضح أنه «كلما انخفضت أسعار المحروقات انخفض سعر كيلو الكهرباء عندنا، وهذا المشروع لمساعدة التجار وبعض الأهالي». خطوة جمعية تجار قب الياس لاقت اعتراضات من أصحاب المولّدات الكهربائية في المدينة، الذين عدّوا مشروع جمعية التجار ضربة «موجعة» لهم، وخاصة أن «هذا المشروع سوف يؤدي إلى مشاكل بيننا وبين المشتركين»، وفق قول صاحب مولد كهربائي رفض الإفصاح عن اسمه، متهماً جمعية التجار بـ«قطع رزقنا»، شارحاً مبرّرات ارتفاع أسعار بيعهم للطاقة الكهربائية. ويقول «اشترينا المازوت بأسعار مرتفعة، ونحن ننتظر صرف مخزوننا حتى نشتري المادة بأسعار اليوم، ولا يمكن خفض الأسعار الآن حتى لا نقع بخسائر لا يمكن تحمّلها».وانسجاماً مع خطة جمعية تجار قب الياس، باشر أهالي بلدة بوارج في البقاع الأوسط تنظيم حملة تواقيع عريضة ضد أصحاب المولدات الكهربائية في بلدتهم. ويقول الحاج أبو أحمد إن العريضة بدأت تقلق أصحاب المولدات، الذين أخذت «ساحتهم» تشهد تنافساً في خفض الأسعار. ويعلّق صاحب أحد المولدات في البلدة بأن حفاظه على السعر المرتفع يعود إلى «إقدام أحد الأشخاص على شراء مولد للمضاربة عليّ، وأنا مضطر إلى أن أبقي السعر مرتفعاً حتى لا يخرب بيتي لأنني اشتريت المازوت بسعر مرتفع، والأهالي لا يريدون أن يتحملوا معي بعض المصاريف، والعريضة أحترمها ولكن .. لشو المضاربة وقطع الأرزاق».