يستعدّ مجلس طلاب الفرع في كلية العلوم ــ 1 لرفع دعوى قضائية على لجنة LMD. ستقدم الدعوى إلى مجلس شورى الدولة ضد قانون طبق بلا مرسوم كما يقول الطلاب. «انشالله تربحوا»، تمنى رئيس الجامعة لهم
قاسم س. قاسم
قبل نصف ساعة على بداية الاعتصام الاحتجاجي على الـLMD، توجّه طلاب كلية العلوم ـــ 1 من قاعاتهم نحو الباب الشرقي للكلية. استمعوا خلال انتظارهم إلى موسيقى أغاني فيروز، فيما انتظروا تحت سقف يقيهم من حر الشمس لمعرفة ما سيقدمه مجلس طلاب الفرع من جديد بما يختص بالتحركات المتعلقة بالـLMD. حمل الطلاب اليافطات التي كتبوها على عجل، منها ما يهدد «مش كل شي على حساب الطلاب شي مرة على حسابكم»، ومنها ما يظهر معاناتهم «ما بدنا إفادة علامات، بدنا إجازة حقيقية». كما تضمنت بعضها السخرية من صعوبة النظام الجديد «الدكاترة يلّي عم يعلّمونا ما فيهم ينجحوا من الدورة الأولى».
«الهموم هي واحدة بالنسبة إلينا، ونحن نعاني ما يعانيه طلاب الفرع الأول» يؤكد عمر قلاوون من مجلس الطلاب في الفرع الثالث. إذ لم يغب طلاب الشمال عن تحرك زملائهم في الفرع الأول، فحضروا ليؤكدوا تضامنهم وبدء التنسيق معهم من أجل التحركات القادمة. فاعتلى رئيس مجلس الطلاب في العلوم ـــ 3 عمر قمر الدين المنبر ليشرح، بلهجته الشمالية، الأزمة التي يمر بها طلاب كليته أيضاً. لم يكن حضور هؤلاء من الشمال بهدف الاعتصام فقط، «فالاعتصام ليس هدفاً بحد ذاته، بل هو وسيلة» كما قال.
هكذا جعل النظام الجديد الطلاب يشعرون بحالة ضياع «فكيف بإمكاننا أن نسترد تلك السنوات التي ضاعت علينا، وما الحل لذلك؟» يقول قمر الدين.
هكذا حوّل حضور ممثلي الفرع الثالث هذا التحرك إلى تحذير أولي من قبل الطلاب ومقدمة لتحركاتهم المقبلة. فوجّه رئيس مجلس طلاب الفرع في كلية العلوم ـــ 1 علي عيسى تحذيراً إلى إدارة الكلية بتصعيد التحركات الطلابية وعدم استئناف الحوار معها، «رفضوا يتحاوروا معنا، فهيدي الأساليب يلّي بدنا نشتغل على أساسها» كما قال. فمن رفض الحوار، بحسب عيسى، كان عميد كلية العلوم علي منيمنة الذي رفض استقبالهم مبرّراً بأنه «مش فاضي، ولديه إفادات ليمضيها». أما عن التحركات القادمة التي سيقوم بها الطلاب في الكلية فيقول عيسى إنّ هناك مشروعين قيد التحضير، وهما: إضراب عام في الكلية حتى تحقيق المطالب كلّها، ومشروع رفع دعوى قضائية على لجنة الـLMD وجميع المعنيين بالموضوع. وأكّد عيسى أنّه في الوقت الحالي، يعدّ محامون دراسة قانونية من أجل الدعوى القضائية. ولفت عيسى إلى أنّ رئيس الجامعة قال للطلاب، عندما اجتمعوا معه، إنّ بإمكانهم ربح الدعوى، «كما إنّه تمنى لنا ذلك». لكن ما أثار فرح الطلاب هو تأكيد عيسى قرار مقاطعة الطلاب المواد التي يسجّل فيها رسوب كثير.
وكان مندوب رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور ابراهيم زين الدين قد شارك الطلاب اعتصامهم، الذي ذكّره تحرّك الطلاب بالتحركات التي كانت «تنظّم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي عندما كانت هذه الحركة الطلابية تغيّر شكل البلد بإضرابات الطلاب وسواعدهم». وأكّد زين الدين وقوف رابطة الأساتذة مع الطلاب في تحركاتهم حتى تحسين أوضاعهم.
وانتهى الاعتصام مع كلمة مسؤول التعبئة التربوية في حزب الله في الجامعة اللبنانية ورئيس مجلس طلاب الفرع السابق فضل الموسوي الذي انتقد أسلوب تعاطي الأساتذة مع الطلاب «مش معقول أستاذ معنِّد ينجّح 20 من أصل 100 طالب». وأكّد ضرورة تحديد معدّل وسطي للنجاح من أجل الطلاب. لم تغب تجهيزات الجامعة عن كلمة الموسوي، مثل الممر الشتوي، وشاكراً تحرّكات الحزب الشيوعي، ووعد باعتصام «لم تشهده الكلية من قبل» من أجل تحقيق هذه المطالب المحقّة للمجمع كله. وختم بالقول إنّ «الشخص المحترم الذي عمّر هذه الجامعة ما رح يغصّ بممر».


... وطلاب الفنون يحاصرون مديرهم

بعيداً عن العلوم واعتصامها، كان طلاب معهد الفنون الجميلة، الفرع الأول، يقيمون «معرض الاختصاص السنوي الثاني» بتنظيم من مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل. فتربّص الطلاب لمدير الفرع أكرم قانصوه، والعميد هاشم الأيوبي، اللذين أتيا لافتتاح المعرض، بعد رفض المدير مقابلتهم. فهو كان قد وضع في وقت سابق ورقة على باب مكتبه يطلب فيها عدم مراجعته بحسب عضو مجلس طلاب الفرع محمد رمضان. هكذا استطاع الطلاب إيقاف المدير والعميد لمدة ساعة ليسألوا عن وضعهم ووضع جامعتهم وتجهيزاتها. فحمل لهم المدير أخباراً سارة، إذ أبلغهم بأنّ السبعين ألف دولار التي خصصت للمعهد ستخصص، بعد إجراء المناقصة، من أجل تأمين التجهيزات الناقصة للأقسام وستكون من النوع «الجيد والرخيص في الوقت ذاته» بحسب رمضان. كما طلبت الإدارة من الأساتذة إجراء كشف عن كل ما يلزمهم وينقص في أقسامهم من إجل إحضارها.
وأكد المدير لمجلس الفرع أنّ التجهيزات ستكون موجودة بعد ثلاثة أشهر. ولكنها تجهيزات مكتبية لا تلزم الطلاب كما يقول رمضان. «من الأفضل إحضار ما ينقص الاختصاصات وتجهيز المختبرات بدل فرش المكاتب» يشتكي رمضان الذي يقول إنّ التجهيزات المكتبية التي أحضرت سابقاً وضعت خارج القاعات. وأكد رمضان أنّ الطلاب لن ينتظروا طويلاً، فهناك تحركات قادمة يتم التنسيق بشأنها بين مختلف الاختصاصات والكليات المجاورة في المجمع الجامعي من أجل تنظيم اعتصام موّحد. «فالخمس دقائق» التي كانوا ينالونها من رئيس الجامعة اللبنانية أو مدير المعهد لن تكفيهم بعد الآن، كما يقول.
بالعودة إلى المعرض، كان اللافت كثرة الكتب الدينية والموسوعات مثل «الموسوعة الشيعية» وموسوعة عن حزب الله، إلى أقراص مدمجة عن حياة الإمام موسى الصدر. كما علّقت في أنحاء المعرض صور من تصميم الطلاب. وانتشرت الكتب والبرامج المختصة بالبرمجة والـGraphic Design. وشرح أحد منظمي المعرض أحمد عبد الساتر «أن هذا المعرض يضم كتباً وبرامج تساعد الطلاب بتكلفة بسيطة».
بعد افتتاح المعرض وعودة مدير الكلية إلى مكتبه، جال الطلاب قليلاً في أرجائه وعادوا إلى صفوفهم، منتظرين معارض أخرى يستطيعون من خلالها إيصال مطالبهم إلى الإدارة. يشار إلى أن المعرض يستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.