بلال عبود يقوم الهاتف المحمول اليوم بعدد من العمليات الاتصالية التي تستخدم موجات تردد تترواح بين 1 و3 جيغا هرتز، لكن في المستقبل القريب سيتحول هذا الهاتف إلى وسيلة تؤمن خدمات تترواح بين الاتصالات والإنترنت والتلفزيون المحمول، فضلاً عن العمليات المصرفية عن بعد التي لا يمكن للتردد الحالي للموجات أن يستوعبها، مما سيؤثر على سرعة العمليات اللاسلكية. هذا التوجه دفع إدارة معهد الرياضيات في جامعة كولون الألمانية إلى إطلاق العمل لتنفيذ مشروع ICESTARS. الهدف من هذا المشروع هو تطوير تقنيات حديثة وتصميمها لأنظمة الاتصال عبر الموجات اللاسلكية، يشارك في المشروع عدد من العلماء الأوروبيين المستقلين، وباحثون من الجامعات والمعاهد المرموقة في مجال الرياضيات والفيزياء في أوروبا، ويموّله الاتحاد الأوروبي، وتقود شركة» NXP الهولندية بالتعاون مع شركة كيومندا الألمانية الشؤون المتعلقة بتنفيذه.
ويهدف ICESTARS كما يوضح مديره مارك كول (من شركة « NXP» ): «إلى التوصل مع حلول عام 2010 إلى تسريع عملية تطوير الرقاقات ذات القدرة على تحمل التردد العالي بوسائل وأدوات محاكاة متطورة، تحافظ على موقع القمة لمطوّري الرقائق الإلكترونية في أوروبا».
يمثل هذا المشروع أبعاد العمل الأوروبي المشترك، فتتوزع مراحل الدراسة والتنفيذ فيه بين عدد من الشركات والمعاهد الأوروبية التي تساهم كل منها بإنجاز شق منه، فتطوّر البرنامج شركتان فنلنديتان وشركة بلجيكية تركز عملها على العلاقة بين التردد والمحاكاة الحسابية، بالإضافة إلى جامعة كولون الألمانية، ويعمل باحثون من جامعة نمسوية على تأمين الحلول للمشاكل التي تطرأ في مرحلة من مراحل العملية.
«سينتج من هذا المشروع تطوير رقائق إلكترونية لاسلكية قليلة التكلفة وقادرة على العمل بتردد يصل إلى 100 جيغا هرتز» كما تؤكد الدكتورة كارن تسشيندروف مديرة المشروع، وهذه التقنية ستسمح بانتقال ملايين الجيغا بايت من المعلومات والترددات حول العالم المستقبلي الذي يتجه إلى مستوى رقمي عنوانه «حواسيب الجيب».