روز زيادهأياماً، أشهراً وسنوات انتظرنا نتيجة حماستكم يوم كنتم مرشحين للانتخابات النيابية. ولكن، ولأسف قلبي المتلهف إلى الحس الدافئ بالأمان. فمعكم ولغاية اليوم، واليوم بالذات، لم يصل قلبي المسكين إلى الشعور بالأمان، وأبناؤنا يتقاتلون على مقاعد الدراسة. شباب بعمر الورد يسيل بعضهم دماء بعض في الجامعات.
نحن نخجل من الذي يحصل. فأنتم لا قدرة لكم على شيء. اتركوا ما سميتموه حواراً وطنياً، لأن تسميته «دواراً» تليق به أكثر. دوار البحر الذي دون قرار وقد رميتمونا به منذ سنوات وسنوات.
اقتلعوا عيناً واحداً ممن يكتبون ويتكلمون ويطالبون ويفضحون أعمالاً مخزية يرتكبها كل معتلي كرسي في دولتنا العلية.
يا سادة، نطلب منكم التنحي لأنكم عديمو الكفاءة. أنتم موجودون للإمعان في تعذيب الشعب.
خلقكم الله لإفساد ملح الأرض. هل ما زال عندكم النفس الطويل للكذب؟ تكذبون علينا وعلى من يضعون أيديهم بيدكم لمساعدة هذا البلد، وتكذبون على العالم أجمع. ناهيكم عن التقديمات الاجتماعية للناس التي كلما فتح أحدهم ملفاً من ملفاتها تتصاعد الأصوات محتجة «وكاسرة» كل الأيدي شاكية باكية مهددة بالإفلاس. ما هذا يا جماعة؟
للمرة الألف نقول لكم «استحوا». عودوا إلى ذاتكم وتأملوا بالنعش الذي سيحوي جثمان كل منكم، ليس فيه خزنة، ولا أسهم، ولا خرائط أراضٍ وبنايات. عودوا إلى اليوم الذي ستتركون فيه كل شيء برضاكم أو غصباً عنكم، لن تُستشاروا حينها، ولكل منكم يومه.
اعفوا عن الناس إذا كنتم غير مؤهلين للقيام بما ينعش لبنان. فاتركوا لغيركم هذا الموقع لعله في التجديد تصل الغيوم الداكنة إلى التبديد. كفاكم مضيعة للوقت تحت أسماء كثيرة. وإن كان شعاركم مثل ذاك الرجل الذي وعد الملك أن يعلّم الحمار العزف على البيانو وطلب مهلة عشرين سنة لإتمام المهمة، اعتقاداً منه أنه خلال العشرين سنة لا بد أن يكون قد مات الملك، أو الحمار أو
هو.
في لبنان أجيال وأجيال ستعيش لتلعن الأيام التي أوصلتكم إلى حكم هذا البلد.