سلّمت فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال الجيش اللبناني 3 مطلوبين للقضاء، بينهم شخص يشتبه في أنه أحد أبرز الأعضاء الفارين في مجموعة عبد الغني جوهر، إثر اشتباك في مخيم البداوي قُتِل خلاله أحد سكان المخيم
البداوي ـ عبد الكافي الصمد
قتل طارق زياد مِعاري (مواليد 1971، يتبع منظمة «قوات الصاعقة») صباح أمس في مخيم البداوي، خلال اشتباك مسلح بين القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم، وأفراد مطلوبين للقضاء اللبناني. وسلّمت الفصائل الفلسطينية الجيش 3 مطلوبين أوقفتهم في المخيم خلال الاشتباك وبعده. وأكد مسؤول الجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة في لبنان، أبو عماد رامز، لـ«الأخبار» أن طارق ميعاري، الذي سيشيّع جثمانه اليوم، لم يكن في عداد القوة التي كانت تدهم أحد المنازل قرب مسجد القدس، بل إنه كان في مكان عمله عندما وقع إطلاق النار فأصيب واستشهد. وكانت القوى الداهمة تستهدف توقيف المطلوب للقضاء اللبناني سعيد راشد، لكنه تمكّن من الفرار فيما أوقف المطلوبان نادر العلي وخالد جبر (أبو وائل). وبعد ظهر أمس، تمكّنت قوة من الكفاح المسلح من توقيف راشد وتسليمه للجيش.
وأثنى مسؤول أمني لبناني في حديث لـ«الأخبار» على توقيف المطلوبين الثلاثة في مخيم البداوي، مشيراً إلى أن الموقوف خالد جبر، الذي تسلّمه الجيش أمس من الفصائل الفلسطينية، «هو ذو أهمية قصوى للتحقيق في قضية عبد الغني جوهر». وكشف المسؤول أن التحقيقات التي كانت قد أجرتها القوى الأمنية اللبنانية مع الموقوفين من مجموعة جوهر أظهرت أن لجبر أهمية توازي أهمية جوهر، مع الإشارة إلى أن دور الأول هو تخطيطي فيما كان دور الثاني تنفيذياً؛ مضيفاً إن جبر هو «إحدى حلقات الربط المهمة للمجموعة الموقوفة». وأشار المرجع الأمني اللبناني إلى الدور اللافت الذي أدّته يوم أمس منظمة الصاعقة الموالية لسوريا، في توقيف المطلوبين الثلاثة.
وأصدر ممثل «الصاعقة» في لبنان أبو حسن غازي بياناً أكّد فيه أن المنظمة وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، «ستقوم بما في وسعها لوقف أي خطر قد تتعرض له المخيمات من جانب بقايا الشبكات الإرهابية التي تهدّد أمن لبنان والمخيمات وأمن سوريا».
وفيما أوردت بعض وسائل الإعلام أن المستهدف من عملية الدهم التي جرت أمس كان الإمام السابق لمسجد القدس الشيخ حمزة قاسم (مطلوب للقضاء اللبناني بتهم الانتماء إلى تنظيمات إرهابية)، أكّد ممثل الجبهة الشعبية ـــ القيادة العامة في لبنان، أبو عماد رامز، لـ«الأخبار» أن القوة الداهمة كانت تهدف إلى توقيف سعيد راشد، مشيراً إلى أن فصائل المقاومة اتفقت مع استخبارات الجيش على أن يوكل الشيخ حمزة قاسم محامياً لمتابعة الملفات الملاحق بها أمام القضاء. وبعد أن ينهي المحامي عمله، ستقوم الفصائل بما يلزم، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية. وأكّد رامز أن الفصائل الفلسطينية لن تسمح ببقاء المطلوبين في مخيم البداوي، مشدّداً على أنها ستوقف من آوى شاكر العبسي في المخيم إذا حدّدت السلطات اللبنانية هويته.
وفي وقت خيم فيه التوتر على المخيم لساعات قبل أن يعود الهدوء إليه، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال بياناً أكّدت فيه أن «الفصائل اتخذت كل الإجراءات الكفيلة بحماية أمن المخيم في إطار الحفاظ على الأمن اللبناني، وهي على استعداد للتنسيق مع الجهات اللبنانية بما يحفظ أمن الجوار وسلامة أبناء المخيم، في سياق الحفاظ على أمن واستقرار وسيادة لبنان الشقيق».