حصد طلاب التيار الوطني الحر وحلفاؤهم ست كليات من أصل 11، مقابل كليتين لطلاب القوات اللبنانية وحلفائهم. وحاول كل من الطرفين احتكار المستقلين، فأعلنت «القوات» أنّها دعمت رئيس الهيئة المنتخب في كلية العلوم السياسية، فيما تحدث «التيار» عن دعمه لرئيسي هيئتي «الصيدلة» و«المعهد الوطني للاتصالات والمعلوماتية»
ليال حداد ـ ديما شريف
«راحوا المصريات»، هكذا ردّد مناصرو «الله نجادي عون وأبو هادي» في مجمّع «هوفلين» بعد استعادتهم لكلية إدارة الأعمال، في إشارة إلى المال الذي صرفه فريق «14 آذار» على البرامج الانتخابية. إلا أنّ المفاجأة الكبرى كانت فوز «14 آذار» بقلعة التيار أي كلية العلوم الاقتصادية التي حصد مقاعدها الـ11 العام الماضي، فيما خسرها هذا العام بنتيجة (6 ـ 5)، بعد فوز مرشحيَن من 14 آذار بفارق السن.
وتخلّل عمليات الفرز بعض المشاكل بين الحلفاء. فبينما ردّد مناصر لحزب الله هتافاً مؤيّداً للرئيس السوري بشار الأسد، حاول أحد العونيين إسكاته، ما أدى إلى توتّر الأجواء لثوانٍ، عاد بعدها الشابان إلى التعانق وتبادل القبلات قبل أن يصرخ العوني «نحنا رجالك نصر الله».
كذلك تردّدت شعارات مناطقية وطائفية بين الطلاب، فمقابل ترداد القواتيين «أشرفية، أشرفية»، هتف طلاب المعارضة «الله نصر الله والضاحية كلها»، «الله عون والرابية كلها»... كما صرخ طلاب حزب الله وحركة أمل «حسن حسين زهراء وعلي ودم الشيعة عم يغلي غلي»، في مقابل «وحدها بتحمي الشرقية القوات اللبنانية».
وفي تعليق نهائي على النتائج، رأى مسؤول مصلحة طلاب القوات شربل عيد أنّ النتيجة تعكس انقلاب الرأي العام المسيحي واختيارهم خيار القوات. فيما أكد نديم مرعي من التيار أن العونيين اكتسحوا مقاعد بيروت، وهي الأهم بالنسبة إلى الرأي العام المسيحي.
أما في مجمّع المنصورية فقد تمكّن التيار من الفوز برئاسة كليات الهندسة والمعهد الوطني للاتصالات والمعلوماتية، فيما أرجئت انتخابات رئاسة كلية العلوم إلى دورة لاحقة. وفي مجمّع العلوم الإنسانية، فاز التيار بسبعة مقاعد من أصل تسعة، من ضمنها رئاسة الهيئة.
وبالعودة إلى اليوم الانتخابي، اختلفت الأجواء بين الكليات، ففيما كان مجمّع العلوم الإنسانية هادئاً نسبياً، كان التنافس على أشدّه في مجمّع العلوم الاقتصادية والسياسية «هوفلين».
منذ الصباح الباكر، قطعت القوى الأمنية الطريق أمام المجمّع في «هوفلين»، فيما تجمع عدد كبير من الآليات التابعة للجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني تحسباً لأي إشكال يمكن أن يطرأ. وفي الداخل بدت الكلية مزدحمة بالطلاب والشعارات التي رافقت الحملات الانتخابية. ولم تخل الأجواء من الاستفزازات بين الطرفين المتنافسين، فأعلن الناشطون في التيار الوطني الحرّ أنّ القوات اللبنانية وزعت برنامجاً انتخابياً كاذباً، كتبت فيه أنّها ستتعاون مع إحدى المنظمات البيئية لتنظيف الشاطئ اللبناني وهو ما نفته المنظمة. أما القواتيون فبدوا واثقين من تحقيق نتيجة أفضل من العام الماضي، وقد تبيّن ذلك مع بدء صدور نتائج السنة الأولى في العلوم الاقتصادية.
كذلك شكّل فوز المرشّح المستقلّ هادي دحروج برئاسة كلية العلوم السياسية لغطاً بعدما تبنّته القوات، معتبرة أنه مرشحها. فيما نشر العونيون على موقعهم وثيقة وقّع عليها دحروج تؤكّد استقلاليته، وهو ما أكّده أحد المسؤولين في التيار «فقبولنا بالتوافق على دحروج سببه أنّه مستقلّ». يذكر أنّ اللغط نفسه وقع العام الماضي حين انتخبت جيرالدين فرج رئيسةً لهيئة الكلية، فتبنتها القوات اللبنانية بينما أعلنت هي أنها مستقلّة.
وفي كلية إدارة الأعمال، أكّد الطرفان فوزهما، فيما قام مناصرو المعارضة بخلق أجواء حماسية داخل حرم الكلية تشجيعاً للمرشح على الرئاسة، الطالب إميل ضاهر، «بالطول بالعرض إميل هز الأرض» «إميل president»... وغيرها من الشعارات التي ردّدها الطلاب العونيون، في مقابل شعارات مشابهة لطلاب القوات.
الاستعدادات كانت على أشدّها بين اللائحتين المتنافستين. تجمّع مناصرو اللائحة التي تضم التيار الوطني الحرّ، الحزب الشيوعي اللبناني و«تكتل المقاومة» أي حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، في زاوية قرب الحديقة يراجعون لوائح المقترعين ويتأكدون من حضور المناصرين للانتخاب. يتحدث مسؤول التعبئة التربوية في المجمع سلمان حرب عن أنّ المعركة التي يخوضها التحالف موّجهة إلى الطلاب في الجامعة ومن أجلهم. فالطموحات «على قد الجامعة» ولا سعي لديهم لتغيير البلد، فلا يعدون الطلاب بتحسين شيء خارج أسوار الجامعة لا قدرة لديهم عليه. وموقف حركة أمل كان مشابهاً، وذكّر الناشط في الحركة أحمد دمشق أن «اللائحة المنافسة استعملت التحريض الطائفي، فكانت تقنع طلاب التيار بعدم التصويت إلى مرشّح مسلم».
في المقابل، يؤكد الشيوعيون الذين لم يشاركوا في الانتخابات العام الماضي، أنّهم متحالفون مع «تكتل المقاومة» وليسوا أعضاء فيه ويتوقعون نتائج جيدة ستسمح لهم بترشيح أكبر العام المقبل.
أما أجواء الطلاب فكانت هادئة في المجمّع: في الداخل تطمئن إحدى الفتيات صديقها على الهاتف أنها انتخبت لائحة المعارضة كلها كما طلب منها ولم تشطب منها أحداً! كما يستظل أحد مناصري لائحة 14 آذار إحدى الأشجار حيث يشكو لصديقه أنّه غير واثق من الحسابات والتقديرات التي أبلغهم بها مسؤول الكلية وترجح فوزهم. ورغم الحماسة الكبرى التي سيطرت على الكلية، انفرد بضعة طلاب في ملعب المجمع يمارسون بهدوء رياضة التسلق على الحائط الخارجي لمبنى إدارة الأعمال غير عابئين بالهرج والمرج المحيطين بهم، ليتبين لاحقاً أن الجامعة أحضرت هؤلاء للترفيه عن الطلاب ومنع أي إشكال بينهم.
وفي مجمّع الآداب، لم تؤثّر المشاكل التي وقعت في الأيام السابقة على سير العملية الانتخابية، رغم بعض «التجاوزات»، إذ عمد طلاب القوات إلى تضليل الطلاب كما أعلنت المرشحة المستقلة المدعومة من التيار كالين فرح، «طلاب القوات بدأوا بنشر الشائعات التي تعلن أنّ المرشح القواتي عوني، لحثّ العونيين على الاقتراع له، بينما كانت تقول للقواتيين إنه قواتي. هذا تضليل إعلامي وطلابي».


اشتباك قواتي مستقبلي

أثار الإشكال بين مناصري القوات وتيار المستقبل في «هوفلين» بلبلة بين الطلاب، دون أن يفهم أحد سبب الاشتباك. ففيما ردّد البعض أنّ القواتيين استفزهم هتاف أنصار المستقبل باسم «أبو بهاء» و«أبو حسام»، أكّد البعض أنّ القواتيين رأوا أن المنطقة مسيحية، ويجب على حلفائهم أن يدعموهم ويردّدوا الشعارات القواتية فقط.