نبيل عرابيتُعدّ الجوائز تقديراً وتكريماً لجهود الإنسان، فالفوز بجائزة سوف يحفّز على بذل المزيد، ما يعني إلقاء مسؤوليات كثيرة على الفائز، واستشعاره تبعات كبيرة. من هنا تكمن أهمية الجوائز بالنسبة للحركة الثقافية والإبداعية، بأنها تشير إلى أن هناك مَن يهتم ويقدّر هذا الإنسان المبدع الذي يحتاج في الغالب إلى مَن يعترف بجهوده. فالجائزة تمثّل فئة محدودة، وهذه الفئة تمثّل الأمة. وما دامت هذه الهيئات تتوجّه بالتكريم، فعلى الطرف المكرَّم أن يقوم باستجابة مماثلة، فيقول لهؤلاء وللنساء شكراً، والشكر يكون بمضاعفة الجهد وإخلاص النيّة لتقديم الأفضل. من جهة ثانية، نجد أن النقد البنّاء يشحذ الهمّة لدى الأديب، ويدفعه نحو الأمام محققاً التقدم تلو التقدم، وصولاً إلى مكانة عالمية كالتي وصل إليها نجيب محفوظ وأدونيس على سبيل المثال. فللنقد أثره في تطور الحركة الأدبية، لأن الناقد هو واسطة بين القارئ وأعمال الأديب. وفي حقيقة أمره، هو ليس بعيداً عن دائرة الإبداع، لأنه يحتاج إلى عدة كبيرة، ليست سهلة، وإلى ثقافة عالية ويتوجّب عليه أن يكون في خدمة الإبداع، فلا يوجّه نقده لهدم المبدعين، أو تهشيم أعمالهم، لأنه في نهاية المطاف مفسّر، محلّل ومستشرف، يسعى إلى التفاعل مع النص الأدبي في ضوء الحركة الأدبية، وإلى وضع الأمور في سياقها الأقرب إلى واقعنا العربي، فليس كل مَن أمسك قلماً أصبح ناقداً، ولا كل مَن أمسك بالقلم أصبح أديباً.