فايز فارسوقّف يا باراك أوباما يا أسمر... في إلك عندي كلام:
أولاً، مبروك عليك فوزك بانتخابات رئاسيّة بدت، كما يشاع، أنها ديموقراطية أكثر بكثير من الانتخابات السابقة التي أدّت إلى فوز سلفك جورج بوش الابن.
ثانياً، مبروك لشعوب الولايات المتحدة... والعالم، الذين صار بإمكانهم التقاط أنفاسهم بعد ثماني سنوات من الخوف والقلق والحيرة.
ثالثاً، مبروك للعرق الذي تنتمي إليه مع العلم أنه عرق يجمع بين الأبيض والأسود، هذا المزيج الإنساني الذي تشكلت منه كبرى الحضارات التي ورثناها عبر العصور.
رابعاً، مبروك لعائلتك التي ربّتك وعلّمتك، وخاصة جدتك التي توفيت، رحمها الله، عشية انتخابك رئيس أكبر الدول في هذا العالم.
خامساً، مبروك لمعلميك الذين تعهدوك ومنحوك أفضل طرق التفكير ووسائل العمل من أجل غد أفضل لك ولبلدك... والعالم.
سادساً، مبروك لكل الأفراد الذين منحوك ثقتهم والجماعات التي راهنت عليك وقدّمت لك الدعم والمساندة حتى تتمكّن من تحقيق هذا الفوز التاريخي، أقلّه على المشاعر العنصرية المتأصلة في أميركا والعالم، بالرغم من ادعاء جميع زعماء هذا العالم وحكّامه ونخبه بأنهم، يهوداً ومسيحيين ومسلمين، مؤمنون بالله وبأنبيائه ورسله، وخاصة بعد سقوط نظام «الإلحاد السوفياتي».
سابعاً، مبروك للذين سيدخلون معك إلى «جنة» البيت الأبيض الذي كاد يفقد بياضه خلال هذه السنوات القاسية على كل شعوب الأرض، لا على الأميركيين فقط.
ثامناً، مبروك لفقراء أميركا والعالم، فقراء ما قبل الإعصار المالي العالمي وما بعده، لأنهم بحاجة إلى أمثالك أدباً وعلماً من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تاسعاً، مبروك للوجه المعتدل لنظام رأسمالي يكاد ينهار من داخله، كما حصل مع النظام الشيوعي.
عاشراً، مبروك للقادة العسكريين الحكماء الذين رفضوا الخضوع لهيمنة لوبي الصناعات الحربية في أميركا والعالم، ولتراجعهم المعلن عن تطبيق سياسة ما يسمى بالحروب الاستباقية الكارثيّة.
وأخيراً مبروك للشعوب العربية ويهود إسرائيل الذين ما زالوا يؤمنون بالحل العادل والشامل لكل قضايا هذا الشرق الأوسط، كبيراً كان أم صغيراً، مع التمنيات أن تتمكّن من إصلاح المسار الذي رسمه لنا سلفك السيئ الذكر والمصير الذي خصّنا به خلال ثماني سنوات طال أمدها أكثر من قدرة شعوب الأرض على الاحتمال.