لكنّهم لا يعلمونلكنّهم لا يحلمون
و يزعجهم أن يصبح الزعتر عرساً
يحفرون في بقايا الزاحفات
بحثاً عن جذور للحياة
فينا يحفرون
في الأعماق و الأحداق
علّهم يقتلعون
حبّنا للشعر والجنون.
غير أنّا مذ خلقنا
نضرب الأوتاد في السماء
نعشق الأرض ظلالاً للنجوم
ما بخلنا بالدماء
لأننا ككلّ الأنبياء
لا نريد للأجساد أن تدوم
إنها البيداء فينا
من رمال الشمس فينا
من بحار تعترينا ان ظننّا أن روينا
إن سهونا غافلين عن ضياء الحقّ فينا.
و ظلامهم لو غيّروا الأسماء
يدفن تحت أشعة الصحراء
فتصير وجوههم نفطاً
يا لتفاهة الذهب
يصنع لحد عابده من الخشب
و يمحو ذكر ناكره من الكتب.
بمحبة لرصاصهم و حديدهم
سألف عنقي بالثرى و أعيدهم
للنار.

«صابون بلدي»