صباح أيوبأنا مواطنة لبنانية شابّة استفاق وعيي السياسي على ثورة كبيرة تحدث في بلدي الصغير. كانت أياماً مشمسة ربيعية، فنزلنا الى الساحة ولبسنا الأبيض والأحمر وغنّينا وصرخنا في وجه الأشرار. قال لي زعيمي الجميل حينها إنك وراءنا في كل خطوة. فذهلت. الرئيس بوش يؤيّد ما نفعله. ويحيّينا من هناك، من حديقة كرزه حيث يتمشى ليفكّر بهدوء في مسائلنا الوطنية ليجد لها حلاً. ولن يرتاح له بال قبل أن يعرف، مثلنا، الحقيقة كاملة. «ياااي... نيّالنا» قلت في نفسي. ثم جاءت الحرب الشمطاء التي سبّبها حزب الله فقصفتنا إسرائيل. ولكن، فجأة خرج رئيس حكومتي والدمع في عينيه، وكرر أنّكم تدعموننا لأنكم تحبّوننا. ونحن نحب الحياة مثلكم... والله. وها أنتم ترسلون لنا وزيرة خارجيتكم كوندوليزا رايس لتعطينا حناناً ودعماً في محنتنا. قال لي صديق زعيمي الجميل إنها أحبّت تبّولتنا كثيراً! فسررت. ودمعت عيناي. «يااااي عن جد نيّالنا». لم تمض سنة إلا نشبت حرب ثانية في بلدي، هاجمنا الإرهابيون من مخيم فلسطيني. أصلاً كل المصائب تأتينا من الفلسطينيين! وها أنتم تهبّون مرّة ثانية وتساعدوننا في التسلّح والتدرّب. «تريدون أن نساعدكم في التخلص من الارهابيين» قال لي وزير دفاعي. فاقشعّر بدني وشعرت بفخر لم أشعر به من قبل. وقد أرسلتم بالفعل بارجة الى بحرنا، لم أتمكّن من رؤيتها لكنك قلت علناً إنك أرسلتها لتدعمنا وتخوّفهم. «شو حلووو...» اغرورقت عيناي بالدموع مرّة ثالثة.
عزيزي الرئيس، أودّ أن أشكرك ويمكنك أن تأتي لتزورنا في الصيف متى شئت، بحرنا جميل، فلتخبرك رايس كم طقسنا جميل في الصيف.
ملاحظة: أنا وعائلتي لا نحبّ الرئيس الأسود الجديد. وسمعت من زعيمي الجميل أنه «مرشح 8 آذار في أميركا»! وأنت تعرف كم نكرههم.
سنشتاق لك.
ثائرة من «ثورة الأرز».