جيزيل خلف
لم تكن سهلة تلك الرحلة التي قطعها الشاب اللبناني زاهي زيدان، من مقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)... إلى منصب مدير وحدة العناية الفائقة في أحد المراكز الصحية في الولايات المتحدّة الأميركية. زاهي زيدان اللبناني، من مواليد عام 1972، درس الطب العام وتخصص في دراسة طب الأطفال، وأجرى تمارينه التطبيقية في الجامعة الأميركية في بيروت، لينتقل بعدها إلى الولايات المتحدة، ويتابع مراحل الإطار التدريبي في METROHEALTH MEDICAL CENTER في كليفلاند في أوهايو، ثم استكمل بعد ذلك رحلته كطبيب أطفال متدرّب يُعنى بحديثي الولادة، وبالأطفال الذين يولدون قبل أوانهم وأولئك الذين يعانون مشاكل خطرة.
أخيراً احتلت صورته صفحات في صحف ومجلات أميركية تأكيداً على تفوقه في عمله، ولأن مركز طب الأطفال الذي يترأسه في الولايات المتحدة بدأ يحتل مكانة متقدمة بين المراكز الأميركية.
في اتصال مع «الأخبار» روى زيدان أنّه عمل في قسم العناية الفائقة في مشفى الأطفال الخاصّ في أوهايو، وكان يبدي اهتماماً كبيراً بالمرضى، وأظهر كفاءة مميزة وتفانياً في العمل، وعندما اضطر مدير المشفى إلى مغادرة عمله، كان زيدان هو البديل بلا منافس بشهادة الخبرة التي يتمتع بها والكفاءة في العناية بالأطفال ذوي الأوضاع الحساسة.
زيدان قال: «لكي أحتل هذا المنصب كنت في حاجة لأمرين، القدرة على العناية الجيّدة بالمريض، وامتلاك مهارات الإدارة وحسن تحقيق العمل الجماعي».
يعمل زيدان مع فريق من أطباء الأطفال المتخصصين وممرضات متمرسات يتقن أصول العناية بحديثي الولادة ذوي الأوضاع الصحية المتأرجحة.
يقع المركز الصحي Neonatal Intensive Care Unit الذي يرأسه زيدان حالياً في منطقة يعيش فيها أكثر من 4000 نسمة، وهو مركز الأطفال المتخصص الوحيد في المنطقة أو في «الكواد سيتي». قبل ذلك كان على الأهل نقل أولادهم إلى المشفى الرئيسي في مدينة لاوا التي يستغرق الوصول إليها من كواد سيتي نحو ساعة ونصف، وحسب زيدان فإن المركز الذي يرأسه «يصنّف بين أفضل المراكز، كونه يجمع نخبة من أطباء الأطفال المتخصصين، كالدكتور فيكي بييفتش المتخصص في طب الأطفال، والد كتور جون فريديريك وآخرين».
يعمل زيدان وزملاؤه على تطوير المركز ليتسع لأكبر عدد من الأطفال، فقد وصل عدد الأسرّة داخل وحدة العناية المركزّة إلى 20 سريراً بعدما كانت 14 سريراً. أشرف زيدان على إنجاز هندسة هذه الوحدة ومتابعتها ليتلاءم تقسيمها مع الشروط الصحيّة والنفسية للأطفال ولذويهم على حدٍّ سواء.
لم ينسَ زيدان أهميّة التعامل مع التوائم، فهذه مسألة دقيقة للغاية، لأن أماً واحدة يجب أن تهتم بالطفلين اللذين من المفترض أن يأخذا قسطاً متساوياً من الرعاية، ما يُحتّم وجود هندسة دقيقة للغرف تؤمن راحة الأطفال وتحسّن وضعهم الصحّي.
يتابع زيدان اهتمامه بآخر المستجدات العلمية على الصعيد الطبي، فهو، إلى جانب عمله طبيباً مسؤولاً عن وحدة العناية الفائقة للأطفال حديثي الولادة، يعمل أستاذاً محاضراً في جامعة «LOWA» بدوام جزئي، ويقول «عملي في الجامعة أستاذاً يجعلني أواكب ما يتوصل إليه الطب في مجال اختصاصي لحظة بلحظة، ويجعل معلوماتي مستجدّة دائماً، هذه المتابعة تسمح لي كطبيب بأن أرتقي بأدائي دائماً نحو الأفضل».
لم يحقق زيدان طموحاته وأحلامه بعد، فهو يسعى إلى جعل مركزه محوراً للاهتمام بالأطفال المرضى ليغطي بخدماته وبكفاءاته الطبية والتقنية كل المناطق المجاورة له، مع العلم أن عدد أفراد الفريق الطبي المتخصص داخل المركز إلى ازدياد...